لا شك أن هناك أسئلة وعلامات استفهام كثيرة تتردد على ألسنة الكثيرين منا هذه الأيام، بعضها له إجابات، والبعض الآخر لم تكتمل الإجابات عليه بعد، فنحن مازلنا نستكشف سلوك الفيروس الذى لديه قدرة هائلة على التحور والتغير، وخلال السطور القادمة سوف أحاول أن أجيب عن معظم الأسئلة التى تدور فى أذهان الناس من خلال ما لدينا من معلومات متاحة حتى الآن.
١ - كيف ومتى بدأت العدوى بالسلالة المتحورة من أنفلونزا الخنازير H١N١ المسببة للوباء ؟
- لا أحد يعلم على وجه التحديد متى حدث ذلك، إلا أن الشىء المؤكد والمعروف أن ذلك يحتاج إلى عدة سنوات، ومن خلال حدوث طفرات متعددة، وليس طفرة واحدة، وهو أحد فيروسات الأنفلونزا من النوع أ «A»، ويتكون جينياً من جينات أربع سلالات هى : أنفلونزا الطيور بأمريكا الشمالية، وأنفلونزا الخنازير بأمريكا الشمالية، والأنفلونزا الموسمية البشرية، وأنفلونزا الخنازير فى آسيا وأوروبا.
وأنفلونزا الخنازير يسببها فيروس كان من المعروف أنه يصيب الخنزير بأنفلونزا عادية منذ عام ١٩٣٠، لكنه يمكن أن ينتقل فى بعض الأحيان إلى الذين يعتنون بالخنازير ويحتكون بها بشكل مباشر، كما سجلت حالات فردية لانتقال للعدوى من إنسان إلى آخر من قبل،
ومنذ عام ٢٠٠٥ حتى مارس ٢٠٠٩ كان عدد الذين التقطوا العدوى بأنفلونزا الخنازير «H١N١» ١٢ شخصاً فقط. ولكن - كما نرى - حدث التحور للفيروس بحيث أصبح أشد خطورة وأسرع فى نقل العدوى بكفاءة من إنسان لآخر، مما يؤهله لكى ينشر عدوى الفيروس بشكل وبائى.
ولكى نوضح هذه النقطة، نقول إن فيروس الأنفلونزا له قدرة هائلة على التحور، والخنازير فى الغالب تلعب دور الوعاء الذى تحدث بداخله هذه التغيرات والتحولات، فلو افترضنا أن فيروس الأنفلونزا عبارة عن عقد أو سبحة حمراء مكونة من ٨ حبات - وهى عدد جينات هذا الفيروس - والأنفلونزا البشرية عبارة سبحة صفراء مكونة من ٨ حبات أيضًا، وأنفلونزا الطيور عبارة عن سبحة زرقاء مكونة من ٨ حبات أيضًا، وبما أن الخنزير يمكن أن تصيبه العدوى بالفيروسات الثلاثة،
فإن هذه السبح عندما تدخل إلى خلية الخنزير فإنها تنفرط، ويعاد تكوين السبح الثلاث، بحيث يدخل الأزرق مع الأصفر، مع الأحمر، وتتكون ثلاث سبح جديدة تحمل خصائص وألوان جديدة. وهذا ما يحدث بالنسبة لجينات فيروس الأنفلونزا، ويسبب حدوث الطفرات المستمرة فيه.
٢ - هل فيروس أنفلونزا الخنازير H١N١ هو الذى تسبب فى حدوث وباء ١٩١٨ الذى راح ضحيته حوالى ٤٠-٥٠ مليون شخص حول العالم ؟
- كلا، فعلى الرغم من أن كليهما يحمل فى بطاقته الشخصية اسم H١N١ فإن الفيروس الحالى مختلف جينياً مع فيروس ١٩١٨ الذى تم تصنيع لقاح أو مصل واق ضده، ولكن الفيروس الحالى لا يوجد له تطعيم يقى الإنسان من الإصابة به، والموجود حالياً لقاح يقى الخنازير وليس الإنسان.
٣ - ماهو الوقت بين الإصابة بالفيروس وظهور الأعراض ( فترة الحضانة )؟
- فى الغالب يأخذ الفيروس من ١ – ٧ أيام لكى تظهر الأعراض المرضية على المريض بعد التقاط العدوى، وتبدأ نقل العدوى قبل ظهور الأعراض المرضية بيوم واحد، وحتى اختفاء الأعراض المرضية تمامًا.
٤ - ما الأعراض المرضية نتيجة الإصابة بعدوى أنفلونزا الخنازير ؟ وهل تختلف عنها فى حالات العدوى بالأنفلونزا الموسمية، أو أنفلونزا الطيور بناء على ما ظهر من حالات ؟
- تختلف حدة المرض من شخص إلى آخر مع أن معظم المرضى فى سن الشباب، وقليل من الأطفال والمسنين، وهو ما أثار قلق المسؤولين فى منظمة الصحة العالمية، لأن ذلك كان نفس ما حدث فى بداية وباء عام ١٩١٨، وهناك دراسة تم نشرها بالأمس على موقع مركز السيطرة على الأمراض الأمريكى CDC، وتشير الدراسة إلى أن هناك ثمانية أشخاص أصيبوا بالعدوى يوم ٢٤ أبريل، وأن الفيروس الذى أصابهم بالعدوى له نفس التكوين الجينى للفيروس المسبب للعدوى فى المكسيك.
وفى يوم ٢٨ أبريل تم تأكيد إصابة ٤٥ طالباً وهو أكبر المجموعات التى أصيبت بالعدوى مرة واحدة فى إحدى المدارس الثانوية بنيويورك، حيث كان بعضهم فى رحلة سياحية إلى المكسيك وعادوا لينقلوا العدوى لزملائهم فى المدرسة، حيث بدأت ظهور الأعراض المرضية عندهم فى الفترة من ٢٠-٢٤ أبريل،
وكانت الأعراض التى انتابتهم كالتالى : سعال (فى ٩٨% منهم) – ارتفاع فى درجة الحرارة ما بين ٣٧.٣ – ٤٠ درجة مئوية (٩٦ %) – إحساس بالتعب والإجهاد وعدم القدرة على بذل المجهود العادى (٨٩%) – صداع والتهاب فى الحلق ورشح (٨٢%) – رعشة وآلام فى العضلات (٨٠%) – إحساس بالغثيان (٥٥%) – تقلص ومغص فى المعدة (٥٠%) - إسهال (٤٨%) – صعوبة فى التنفس (٤٨%) – آلام فى المفاصل (٤٦%).