مدرســــــــــة أورمــــــان طلخـــــا للتعليـــــم الأســـــاسى مدرسة اورمان طلخا للتعليم الأساسى ( علوم . أبحاث . علوم تربوية . شعر وأدب وفنون ) |
المواضيع الأخيرة | » مصر حبيبة الملايين11/11/2016, 6:05 pm من طرف رجل المستقبل» امتحان اللغة العربية للصف الثاني نصف العام 7/4/2015, 4:55 pm من طرف رجل المستقبل» موعد امتحانات الفصل الدراسى الأول 2014/20152/1/2015, 8:03 am من طرف أشرف صالح» مكانة مصر فى القران والسنة2/1/2015, 7:41 am من طرف أشرف صالح» 2015 عام سعيد عليكوا2/1/2015, 7:38 am من طرف أشرف صالح» 2014/2015 عام دراسى جديد ياشباب20/9/2014, 11:11 am من طرف أشرف صالح» حادث قطار أودى بحياة زوجة أخى بعد محادثة هاتفية معه مباشرة20/9/2014, 11:04 am من طرف أشرف صالح» نتيجة الصف الثالث الاعدادى8/6/2012, 6:32 am من طرف محمد احمد.. » صور المسجد النبوى8/6/2012, 6:27 am من طرف محمد احمد.. » هل تعلم فى الاسلام8/6/2012, 5:50 am من طرف محمد احمد.. » كيف تكون شخصية عظيمة8/6/2012, 5:24 am من طرف محمد احمد.. » الذكر العظيم8/6/2012, 5:17 am من طرف محمد احمد.. » كل واحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟30/4/2012, 1:31 am من طرف البرنس عاصم » عد من1 الى 5 واشترى بيبسى او فانتا او سبرايت أو كوكا11/4/2012, 1:32 am من طرف البرنس عاصم » العاب العاب... الحق والعب شويه11/4/2012, 12:03 am من طرف البرنس عاصم |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
|
| حرّية المسيحي | |
|
+2البرنسيسة أية حمدى اية محى 6 مشترك | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اية محى
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 08/11/2009
| موضوع: حرّية المسيحي 9/11/2009, 10:59 pm | |
| رسالة الإهداء الى المحافظ ميلهورست (Muehlhorst) الى العالم والحكيم السيد هرمن ميلهورست(Hermann Muehlhorst) محافظ تسفيكاو (Zwickau) صديقي الحميم ونصيري الكامل المروءة ، انا مارتن لوتر الراهب الأوغوسطيني ابعث لكم بتحياتي وتمنياتي الطيبة. سيدي العالم والحكيم وصديقي الكريم! لقد حدّثني الأستاذ الوقور واعظكم الجدير بالثناء عن الطافكم ، كما وأطلعني على شغفكم وانشراح نفسكم بالكتاب المقدس، الأمر الذي انتم مستمرون على الاعتراف به والافتخار به امام جميع الناس، مما حمل الأستاذ والواعظ على الرغبة في أن اتعرف اليكم. وقد طاوعته في حثّه عن رضىً وقناعة لأن من افضل ما تثلج النفس اليه وترتاح به خبر امرءٍ يحبّ الحق الإلهي ويرغب فيه. ومما يدعو الى الأسف ان هناك اناساً كثيرين ، وخصوصاً ممن يفاخرون بألقابهم ، يقاومون الحق بكل ما أوتوا من قوّة ودهاء. وإنه من المسلّم به ان المسيح قد وُضع حجر عثرة وعلامة تقاوَم ، فلا بدّ إذاً ان يكون هدفاً للمخالفة وسبباً لسقوط وقيام كثيرين (1 كورنثوس 1 : 23 ولوقا 2 : 34 ). ورغبة مني في ان تكون بداية تعارفنا وصداقتنا بداية طيّبة ، فقد احببت وعنيت بأن اهدي اليكم هذه الرسالة البحثيّة باللغة الألمانية، وكنت قد اهديتها الى الشعب باللغة اللاتينية ، راجياً ان احداً لا يعتبر تعاليمي وكتاباتي المتعلّقة بالبابوية عرضةً للاعتراض. اعبّر لكم عن ولائي وإني استودع نفسي نعمة الله. آمين. فيتنبرغ عام 1520 (Wittenberg) كتاب مفتوح موجّه الى البابا ليو العاشر الى البابا ليو العاشر ، البابا في روما ، من مارتن لوتر الذي يرجو الخلاص بالمسيح يسوع ربنا. آمين. ملخّص الكتاب المفتوح وجّه لوتر هذا الكتاب الى البابا بعد ان خاض حرباً شديدة ضد مناوئيه مدة ثلاث سنين ، وناشده فيه ان ينهي النزاع ويفرض السلام باعتباره ذا تأثير قوي وسلطة بالغة في الكنيسة. ويعبّر لوتر عن خالص احترامه لشخص البابا ليو الذي كان يحظى بتكريم جميع الناس وثنائهم، فيسميه بدانيال بابل، ويدحض القول الباطل ان لوتر لم يستثن حتى البابا من الهجوم عليه. أما الدافع الآخر الى هذه الرسالة فكان تدخّل آباء الطغمة الكنسية الأوغوسطينية ، وهي الطغمة التي كان لوتر ينتمي اليها ، والذين كانوا يحبّذون الطرق السلمية والابتعاد عن العنف، فهم أشاروا عليه بأن يرفع دعواه الى البابا ويبرّر موقفه ، مؤكّدين ان القضية لم تصل بعد الى طريق مسدود. يقول لوتر انه لا يهاجم الأشخاص ولا حتى سلوكهم الأخلاقي ، لكنه يعارض بشدّة عدم تقواهم والتعاليم المضللة وأنه مصمم على الاستمرار والمضيّ على هذه الطريقة بحماسة مفرطة ، متمثّلاً بالمخلّص نفسه وبالرسول بولس. فإنه ليس هناك احد في الكتاب المقدس مثل هذا الأخير في التعبير عن استنكار الضلال ورفض الباطل بالكلام اللاذع، ومن بين الأمثلة التي يذكرها لوتر (اعمال 13 : 10) حيث يصم بولس عليم الساحر بوصمة العيب والعار ويسمّيه " الممتلئ كل غشّ وخبث " و " ابن ابليس" . ويقرّ لوتر بأنه يحتقر الإدارة البابوية او السلطة الحاكمة في كنيسة روما آنذاك، لأنها اصبحت بالغة الفساد وباب الجحيم بعد ان كانت قبلاً باب السماء. وكان افرادها يتستّرون بأفعالهم وراء البابا فيصفه لوتر بالحمل وسط الذئاب. ويروي لوتر بإسهاب المحاولات الكثيرة الرامية الى إصلاح الصدعات بينه وبين رجال الكنيسة ، وكيف انها كلها باءت بالفشل ، وكان سبب ذلك دائماً زعماء الكنيسة الذين نكثوا عهود الاتفاق المبرومة جرياً وراء مصالحم وشهرتهم الشخصية. ومن بين هؤلاء اثنان كانا الدّ اعدائه هما الدكتور إكّ والدكتور كايتان. ويحذّر البابا من أصوات الغواة المضللين الذين "يزعمون انك نصف إله ولك سلطان على السماء والجحيم والمطهر ، وأن ليس لأحد سواك حق تفسير الكتاب المقدس" . يفوّض لوتر الحكم في القضيّة الى البابا ويُبدي استعداده لقبول تحكيمه ، شريطة ان لا يطلب اليه التخلّي عن معتقداته وتعاليمه وشجبها او استنكارها علناً ، الأمر الذي كان يصرّ عليه إكّ وكايتان. أما الشرط الثاني فهو ان لا يتعرّض احد الى حرّية كلمة الله "لأن كلمة الله لا تقيّد" (2 تيموثاوس 2 : 9 ) وأن لا يكون تفسيرها وقفاً على بعض الأشخاص الكنسيين. ويختم رسالته بقوله: " اني اجرؤ على الكتابة اليك وإن كنا جميعنا نحتاج الى ان نتعلّم منك. لكنني اتبع مثال القديس برنارد كليرفو الذي كتب كتاباً اهداه الى البابا اوجينيوس الثالث ، 1145 – 1153 ، وبحث فيه واجبات البابا والأخطار المتعلّقة بتبوّئه الكرسي البابوي، وهو كتاب " الرّويّة والحذر " (on consideration) . وأخيراً لا أريد ان اتقرّب اليك صفر اليد أيها الأب المبارك، فها اني مرسل اليك هذا البحث الصغير : "حرّيّة المسيحي" وأهديه لك إكراماً علامة السلام والأمل الطيب. وبإمكانك ان تحكم من خلاله بان هناك دراسات ذات فائدة كبيرة أقدر على ان اقوم بها لو كان المتملّقون يفسحون لي المجال لذلك، وحبذا لو فعلوا ذلك في الماضي. وفي اعتقادي ان هذا البحث يشتمل على كامل الحياة المسيحية مختصراً ، إذا أدرك المرء معناها. اني رجل فقير وليس عندي أمر آخر أهديه اليك، فإنك لست بحاجة الى أيّة هديّة إلاّ هديّة روحية. ليحفظك الرب يسوع على الدوام. آمين. السادس من أيلول 1520 فيتنبرغ Wittenberg حرّيّة المسيحي 1520 - يسوع - (1) آ – الإيمان المسيحي ليس موضوعاً سهلاً كما يظن الكثيرون. فإن احداً لا يحسن الكتابة عنه او فهم ما كُتب عنه الاّ اذا كان قد اختبر القوّة التي يؤاتيها الإيمان. وإني لا افتخر بأن لي وفرة من الإيمان ولكن ولو اني أوتيت هذا القدر الضئيل منه فإني آمل ان اكون قادراً على بحث الموضوع في صميمه وبصلة وثيقة به. كما اقرّ ايضاً باني لا أحسن تنميق الألفاظ وتحسينها كما يفعل بعضهم ممن يأخذون بالمعنى الحرفي في مجادلاتهم الحاذقة ، وهم لا يفهمون حتى ما كتبوه هم بأنفسهم. ب – وسعياً لمعرفة الإنسان المسيحي معرفة تامّة ، وللمقدرة على ادراك الحرّيّة وما هي عليه من الحال ، وهي الحرّيّة التي احرزها المسيح للمؤمن وأناله بها ، والتي كثيراً ما كتب عنها القديس بولس، اودّ ان اطرح هاتين القضيتين الفرضيّتين في ما يتعلّق بحرّيّة الروح وعبوديتها : الإنسان المسيحي سيّد كل الأمور ، إنه حرّ لا يخضع لأحد الإنسان المسيحي عبد كل الأمور ، إنه مطيع يخضع لكل واحد إن هاتين القضيتين من تعابير القديس بولس نفسه إذ قال (1 كورنثوس 9: 19): " فإني إذ كنت حرّاً من الجميع استعبدت نفسي للجميع ". وايضاً ( رومية 13 : 8 ): " لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلاّ بأن يحبّ بعضكم بعضاً". أما المحبة فتنقاد لمن تحبه وتخضع له ، كما هو مكتوب عن المسيح ايضاً ( غلاطية 4 : 4 ): وهو وإن كان سيّد الكل إنما " أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة ، مولوداً تحت الناموس". وهكذا فإنه كان في آن واحد حرّاً وعبداً ، فقد كان في "صورة الله" وكان ايضاً في " صورة عبد" ، ( فيلبي 2 : 6 و 7 ). (2) يبدو الكلام عن الحرّيّة والعبوديّة في هاتين القضيتين كلاماً فيه تناقض . أما إذا وُجد الكلام منسجماً خالياً من التعقيد فإنه يفي بالغرض. أما الآن فدعونا نبدأ بموضوع آخر، الذي وإن كان بعيداً عن موضوع بحثنا لكنه أكثر وضوحاً وأسهل فهماً. ذلك ان للإنسان طبيعتين ، روحية وجسدية. ويشير الناس الى طبيعة الإنسان الروحية بأنها النفس ، فيدعون الإنسان روحانياً وباطنياً وجديداً. أما فيما يتعلّق بكون الإنسان لحماً ودماً فإنه يُدعى انساناً جسدياً وخارجياً أو ظاهرياً وعتيقاً. يكتب الرسول عن ذلك (2 كورنثوس 4 : 16) : " وإن كان انساننا الخارجي يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوماً". وهناك جمل في الكتاب المقدس تعبّر عن هذا التناقض تعبيراً مباشراً لا لبس فيه بسبب اختلاف الطبيعتين ونظراً لتناقض هذين الإنسانين في الإنسان الواحد ذاته. ومثلاً على ذلك: "لأن الجسد يشتهي ضدّ الروح والروح ضدّ الجسد. وهذان يقاوم احدهما الآخر." ( غلاطيه 5 : 17). (3)ولنبدأ أولاً بالتأمّل في الإنسان الباطني لكي نرى الأسباب التي يتوصل بها المرء الى ان يكون ميسحياً تقيّاً وحرّاً وتجعله معروفاً بهذه الصفات. ومن الواضح ان ليس هناك ايّ شيء خارجي له تأثير في إحداث بِرّ المسيحي او حرّيّته أو في إحداث ما ينتج عنه الشرّ او العبودية.ويكفي هذا البرهان البسيط التالي على صحة هذا القول وإيضاحه. فماذا ينفع النفس إذا كان الجسم حرّاً ومعافىً ومفعماً بالنشاط ، وإذا كان يأكل ويشرب ويسلك كما يشاء؟ فإن اكثر الناس إلحاداً وارذلهم أخلاقاً قد يحققون نجاحاً في هذه الأمور. ومن ناحية أخرى ، ماذا يضرّ النفس إذا كان الجسم مريضاً او محبوساً او ضعيفاً في العمل والبدن ، أو كان يجوع ويعطش ويقاسي ما يحلّ به من مكاره الحياة ، وهو عديم القدرة على الاعتراض والمنع؟ فإن اتقى الناس لله ، والأحرار ذوي الضمائر الحيّة قد يُبتلون بهذه الأمور. إن شيئاً واحداً من هذه الأمور التي ذُكرت لا يصل الى النفس ولا يمسّها ، ولا هو بقادر على ان يحررها او يأسرها، ولا على جعلها صالحة او شريرة. (4) وهكذا لا ينفع النفس بأيّة حال لو لبس الجسد الثياب المكرّسة كما يلبس الكهنة والروحانيون، او اقام في الكنائس والأماكن المقدّسة ، او شُغل بالصلاة والصوم والحج وامتنع عن بعض الأطعمة وانهمك في الأعمال الدينية التي لا تتعدّى الجسد ، فهي من طباع الجسد التي جبل عليها ، فتصدر عنه وتحدث فيه وحده. إن النفس لفي حاجة الى أمرٍ آخر يؤاتيها البِرّ والحرّيّة ، ويختلف هذا الأمر اختلافاً كبيراً عن الأمور التي مرّ ذكرها. لأن أيّاً من الناس الأشرار والمرائين يقدر على القيام بكل هذه الأعمال والأساليب وأن يتعوّدها ، إذ لا ينتج منها سوى أناس مرائين. ومن ناحية أخرى لا يضرّ النفس لو لبس الجسد الثياب الدنيوية وأقام في أماكن غير مقدّسة ، وإذا كان يأكل ويشرب مثل باقي الناس، وكان يهمل الحجّ والصلاة بصوت عالٍ ، ويترك جميع اعمال المرائين المذكورة. (5)علاوة على ذلك لا ينفع النفس ايّ عمل من الأعمال، مهما كانت هذه الأعمال نافعة ولا بأس بها ، ولا حتى الاستغراق في التأمّل الروحي ولا شيء من كل ما يمكن النفس ان تعمله، إنما هناك شيء واحد فقط ليس للنفس سواه لا في السماء ولا على الأرض كي تحيا به وتنال البِرّ والحرّيّة ، ألا إنه كلمة الله البالغة غاية القداسة. إنه الإنجيل الذي بشّر به المسيح. كما يقول هو نفسه (يوحنا 11: 25): " أنا هو القيامة والحياة. مَن آمن بي ولو مات فسيحيا". وايضاً (يوحنا 8: 36): "إن حرّركم الابن فبالحقيقة تكونون احراراً". و (متى 4 : 4 ) : "ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله". دعونا اذاً ان نكون واثقين في ان النفس تقدر على ان تستغني بكلمة الله عن أي شيء آخر ، وانها إذا فقدت هذه الكلمة فلا عون لها على الإطلاق. لأنه حيث كلمة الله فهناك لا يعوز المرء شيء لأنها كلمة الحياة والحق والنور والسلام والبِرّ والخلاص والفرح والحرّيّة والحكمة والقوة والنعمة والسعادة، وانها فيض من كل بركة. وهكذا فإننا نقرأ في عدة مزامير وخصوصاً المزمور 119 ان ناظم المزمور كانت تنزع نفسه الى كلمة الله فلم تكن تتوق نفسه وتشتاق إلاّ اليها، داعياً إياها بأسماء كثيرة جداً لينعتها بما فيها من الصفات الحميدة. ومن ناحية اخرى ليس في الكتاب المقدس بين النكبات التي يبتلي بها الله عباده أشدّ من نكبة الجوع الى استماع كلمة الرب ( عاموس 8 :11)، أي عندما يمنعهم منها. وأيضاً ليس هناك بين نعمه اعظم من نعمة كلمته عندما يرسلها اليهم، كما يقول المزمور (107 : 20 ) : " أرسل كلمته فشفاهم ونجّاهم من مهالكهم." إن المسيح نفسه لم يأتِ لأجل عمل يتولاّه إلاّ لكي ينادي بكلمة الله. وعلاوة على ذلك لم تكن دعوة الرسل والأساقفة والكهنة وطبقة الروحانيين بأكملها ولم يتمّ تعيينهم في مناصبهم إلاّ من اجل كلمة الله. (6)آ - لعلّما انت تسأل: "ما هذه الكلمة الجزيلة النعمة وكيف ينبغي ان استعملها، نظراً لأن كلمات الله كثيرة جداً؟" وجوابي على سؤالك هو: "ليست كلمة الله إلاّ بشارة الله عن ابنه الواردة في الإنجيل ، وقد أجملها الرسول بولس في مستهلّ رسالته الى رومية. وكذلك في رسالته الأولى الى تيموثاوس (اصحاح 3 : 16): ان الله ظهر في الجسد وتألم وقام من بين الأموات ورُفع في المجد بحسب روح القداسة. ان من شأن هذه الكلمة والغرض الذي ترمي اليه ان تجعلك تصغي الى ما يقوله لك الله ، أن حياتك واعمالك لا شيء البتّة ، وأن مصيرك ومصير كل ما بك وكل ما لك هو الى الهلاك لا محالة. فإذا آمنت واثقاً بأنك مستحق ذلك المصير وإذا شعرت بالإثم واعترفت به فلا بدّ ان تقع في اليأس من نفسك وان تقرّ بصحّة آية النبي هوشع ( اصحاح 13 : 9): "هلاكك منك يا إسرائيل، وإنما معونتك فيّ. " وكي تستطيع ان تتخلّص من ذاتك ومن الحال الذي انت فيه، أي من الهلاك المحدق بك، يعرض الله عليك ابنه الحبيب يسوع المسيح وذلك من خلال كلمته الحيّة المعزّية التي تقول لك: " عليك بتسليم ذاتك اليه وبالإيمان الراسخ به وبالاتكال عليه بدون وجل. فإنه من اجل هذا الإيمان وإكراماً له تُغفر لك كل خطاياك، ويُصبح كل الهلاك الذي كنت مشرفاً عليه مغلوباً مهزوماً، فتكون انت مبرّراً ومستقيماً اخلاقياً ومتسالماً وتقيّاً ، وتمسي جميع الوصايا الإلهية متممة ، وتُعتق انت من كل ما كنت مستعبداً له لكي تصبح حرّاً من كل شيء." هذا ما يقوله القديس بولس (رومية 1: 17) :" ان المسيحي البارّ يحيا بإيمانه فقط". ويقول ايضاً في (رومية 10: 4) : "إنما غاية الناموس هي المسيح للبِرّ لكل من يؤمن." ب – ( ربما الملاحظات التالية تدور حول نفس الموضوع الذي ورد ذكره اعلاه ولكن بكلمات اخرى وإيضاحات إضافية). التبشير بالمسيح يعني تغذية النفس وتبريرها وتنجيتها شريطة ان تؤمن هي بهذا التبشير. لأن الإيمان وحده هو العامل الفعّال القادر ان يتخذ كلمة الله ليفضي بك الى الخلاص، وذلك استناداً الى (رومية 10: 9): "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت". لا يمكن لأية اعمال مهما كانت ان تتقبل كلمة الله إلاّ الإيمان وحده فهو القادر على ذلك. فمن الواضح إذاً ان النفس وهي التي تحتاج الى كلمة الله فقط مِن اجل ان تحصل على الحياة والبِرّ ، لا تتبرّر إلاّ بالإيمان وليس بالأعمال. لأنه لو أمكنها ان تتبرر بأي شيء آخر لما كانت بحاجة الى الكلمة وبالتالي لما كانت بحاجة الى الإيمان. لا يمكن للإيمان ان يكون معلّقاً بالأعمال ، وبكلام آخر إذا كنت تعتقد انك تتبرر بالأعمال – مهما كانت صفاتها- فإن ذلك يشبه " العرج بين الجانبين " ( 1 ملوك 18 : 21 )، أي عبادة البعل وعبادة الله، وهي "جريمة كبيرة" كما يصفها ايوب ( اصحاح 31 : 27 – 28 ). وبناءً عليه فإنك في ذات اللحظة التي يبدأ فيها ايمانك تتعلّم ان كل أمورك بالإجمال مستحقة اللوم وخاطئة ومحكوم عليها بالعقوبة السرمدية، كما يقول الرسول (رومية 3 : 23): " إذ الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله". وايضاً: ( رومية 3 : 10 – 12): "انه ليس بارّ ولا واحد… الجميع زاغوا وفسدوا معاً". وعندما ما تُدرك هذه الحقيقة سوف تعرف انك تحتاج الى المسيح، الذي تألم وقام من أجلك، حتى اذا كنت تؤمن به ، تصبح بفضل هذا الإيمان انساناً جديداً ، طالما خطاياك قد غُفرت وطالما انت قد تبرّرت باستحقاقات شخص آخر ، أي باستحقاقات المسيح وحده. (7)لذلك يتعيّن على كل مسيحي ان يُعنى اول كل شيء بالكلمة وبالمسيح ، وبأن لا يكون اهتمامه إلاّ بهما، حتى يطرح عنه كل ثقة بالأعمال وحتى يُقوّي اكثر فأكثر الإيمان الذي به وحده ينمو لا الى معرفة الأعمال بل الى معرفة المسيح الذي تألم وقام من أجله، كما يعلّم الرسول بطرس في آخر رسالته الأولى ( اصحاح 5 : 10) : "وإله كل نعمة الذي دعاكم الى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيراً هو يجعلكم كاملين راسخين مؤيّدين مؤسسين". فإنه ليس هناك عمل آخر يقدر على ان يشكّل جوهر المسيحي . وكما يقول المسيح لليهود عندما سألوه (يوحنا 6 : 28 ): " ماذ1 نصنع حتى نعمل أعمال الله؟" فإنه لم يُبالِ بكثرة الأعمال التي كانوا يعملونها بإسراف ووفرة ، لكنه أشار عليهم ودلّهم على وجه الصواب الوحيد قائلاً ( يوحنا 6: 29) : "هذا هو عمل الله ان تؤمنوا بالذي ارسله". وايضاً ( يوحنا 6 : 27) : " لأن هذا قد ختمه الله الآب". ان الإيمان الصحيح بالمسيح كنز لا يُضاهى ، لأنه يحمل في ضمنه الخلاص التام، فيؤاتي الإنسان بالغ السعادة ويخلّصه من كل شر، كما يقول المسيح في الأصحاح الأخير من انجيل مرقس ( اصحاح 16: 16 ) : "من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدَن ". وتأمّل النبي اشعياء في هذا الإيمان وفي غِناه وتنبّأ عنه قائلاً ( اشعياء 10: 22): "سيُرجع الله بقيّة من الشعب ، إذ قد قضى بفناءٍ يفيض فيه العدل (أي البرّ لأن كلمتي البرّ والعدل هما كلمة واحدة في اللغة الألمانية . ملاحظة المترجم). كأن النبيّ عنى بقوله " أن الإيمان الذي هو بالاختصار تكميل الناموس تكميلاً تاماً يملأ المؤمنين بِرّاً فيصبحون ملآنين مفعمين به فلا يحتاجون الى شيء آخر سواه كي يصبحوا صالحين مبرّرين". كذلك يقول القديس بولس ( رومية 10 : 10) : " لأنه بالقلب يؤمن الإنسان للبرّ". (قد تسأل كيف يحدث هذا الأمر يا تُرى؟ هل الإيمان وحده يبرّرنا ويؤاتينا كنزاً عظيم الفوائد كهذا الكنز ، وبدون اعمال ، نظراً الى العديد من الوصايا والأعمال وانظمة الأطعمة والشعائر التي يفرضها الكتاب؟ أجيب سؤالك: اذكر اول كل شيء ما سبق قوله ان الإيمان وحده وبدون الأعمال يهب الصلاح والحرّيّة والسعادة ، وفي ما بعد سنورد المزيد من الإيضاح على ذلك. اما هنا فمن الواجب ان نشير الى ان الكتاب المقدس بأكمله يُقسم الى قسمين: 1) الوصايا او ناموس الله و 2) الوعود او بشائر الخير . اما الوصايا فإنها تعلّم وتفرض الأعمال المختلفة الجيدة ، لكن هذه الأعمال لا تتم بمجرّد تعليمها، لأن الوصايا ترينا ما يجب علينا عمله ولكنها لا تعطينا القوة على العمل به. والغرض الذي ترمي اليه الوصايا هو تعليم الإنسان ان يعرف نفسه ، أي ان يقرّ بعجزه عن عمل الصالح وييأس من قدرته الذاتية. هذا هو سبب تسمية الوصايا بالعهد القديم والذي يتألف منها العهد القديم، وإن كل وصية من الوصايا جزء لا يتجزّأ منه. فمثلاً الوصية " لا تشتهِ " (خروج 20: 17 ) ، تثبت اننا جميعنا خطاة ، لأن أحداً لا يستطيع ان يتجنب الشهوة ويتحاماها مهما قاوم بجهد كبير. إذن كي لا يشتهي المرء وكي يتمم الوصية لا بدّ من ان ييأس من نفسه ويلتمس العون الذي لا يجده في نفسه، إنما يجده في مكان آخر ويناله من شخص آخر. كما بيّنه النبي هوشع (اصحاح 13 : 9 ): " هلاكك فيك يا إسرائيل ، وإنما معونتك فيّ" . وهذا هو الحال مع الوصايا الأخرى كلها، لأننا لا نستطيع حفظ واحدة منها فهي كلها في هذا الأمر سواء. | |
| | | البرنسيسة أية حمدى عضو مميز
عدد المساهمات : 198 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 28 الموقع : اورمان طلخا
| موضوع: حرّية المسيحي 1/1/2010, 4:27 am | |
| | |
| | | دانا فوده عضو سوبر
عدد المساهمات : 888 تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 27 الموقع : فى كل المنتديات
| موضوع: رد: حرّية المسيحي 1/1/2010, 7:32 am | |
| | |
| | | يارا العسوله عضو سوبر
عدد المساهمات : 772 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: رد: حرّية المسيحي 2/1/2010, 3:46 am | |
| شكرا يا ايه على الموضوع شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا | |
| | | احمد طارق عضو فعال
عدد المساهمات : 106 تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: رد: حرّية المسيحي 4/8/2011, 9:13 am | |
| | |
| | | البرنس عاصم عضو جديد
عدد المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 11/11/2010 العمر : 24
| موضوع: رد: حرّية المسيحي 28/8/2011, 3:50 am | |
| | |
| | | | حرّية المسيحي | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|