بسم
الله الرحمن الرحيم
لماذا الاستطلاع ؟ ؟
يعد الاستطلاع أحد أهم
الدوافع التي تثير الأطفال فتحرآهم باتجاه معين.. ومن أبرز مظاهروخصائص النمو في الطفولة
المبكرة حب الاستطلاع والرغبة في الاآتشاف فالطفل في هذه المرحلةينمو من خلال الاستطلاع
، يتعلم بالاستطلاع ، ويلعب أثناء الاستطلاع ...
ونجد أن آثير من مطالب
النمو تتحقق من خلال اشباع هذا الدافع.
فالنمو العقلي لكي يتحقق
في هذه الفترة الحرجة لابد من تنمية القدرة على التفكير والتخيل والبحثوالاستطلاع وحب المعرفة
وممارسة خبرات شخصية تكسب الطفل خبرات جديدة..
والنمو الحرآي نجد أنه
آلما نما الطفل حرآيا ازداد استطلاعه وتحرك باتجاه الجديد والمثير لمعرفتهوكشف غموضه.
والنمو اللغوي آلما
ازدادت مفردات الطفل اللغوية زادت قدرته على التساؤل والاستفسار وقديمارس سلوك طرح الاسئلة
في البداية ليحقق مطالب النمو اللغوي أولا ومن ثم يلبي الحاجةللاستطلاع..
وآذلك النمو الاجتماعي
والنمو الانفعالي وباقي مظاهر النمو..
• اشباع الدافع الى
الاستطلاع عند الأطفال يلبيويحقق مطالب النمو..
ولو تأملنا احتياجات
الطفولة المبكرة لوجدنا أنها احتياجات عضوية ونفسية وبين الاثنين تداخل٦سنوات له حاجات أساسية أبرزها - وتشابك وطفل
المرحلة بين ٤الحاجة الى المعرفة
والحاجة للفهم آحاجة عقلية تنشأ لدى الطفل منذ بداية ادراآه، وآذلك الحاجة الىالأمن والتي ترتبط
بالنمو الانفعالي وهي أم الحاجات لأنها متلازمة للانسان في مراحل عمره والتيتتحقق من خلال طرحه
للأسئلة والاستفسار عما يسمعه وما يدرآه..
الحاجة الى الاآتشاف
فالطفل الذي يستكشف البيئة يمنح الثقة ويكتسب توافق مع البيئة وحينيستكشف يفاجأ بالكثير
الغامض فيسأل ولو أجابه الكبار زادت ثقته بنفسه ولكن حين يعاقب أو يصغرمن شأنه يقع في حيرة بين
حبه للاآتشاف واتقائه للاحباط فيضعف حبه للبحث وقد يكف عن البحثوالاستفسار..
• اشباع الدافع الى الاستطلاع عند الأطفال يلبياحتياجات المرحلة..
ومن خلال العديد من
الدراسات اتضح أن دافع الاستطلاع يلعب دور واضح في التعلم البشري، وهومحاولة للتكيف مع البيئة
ومن ثم السيطرة عليها وهذا الدافع يعتبر بداية البحث العلمي وأساس آلتفكير أصيل ويحذر من قمع
هذا الدافع أو عدم اشباعه لدى الأطفال لأنه سيظل على مستواه الطفليوسيفرض نفسه على مستقبل
حياة الفرد ويصبح فضوليا يتجسس على غيره بدلا من انشغالهبالاعمال البناءه فيكون
الطفل عالة على غيره في تفكيره بدلا من أن يكون انشائيا ابتكاريا...
وفاعلية دافع الاستطلاع
ليست فقط على مستوى الجانب المعرفي فقط بل أثبتت الدراسات ارتباطهايجابيا بكل من الذكاء والابداع والتوافق النفسي والاجتماعي..
فالأطفال محبي الاستطلاع
يتصفون بأنهم غالبا نشطون ، مغامرون، فضوليون، متحمسون،خياليون، متعددو
الهوايات، ميالون للتأآد من الأشياء ، أذآياء.....
أما الأطفال الخائفين
والقلقين يبدون سلوكيات
استكشافية واهتمام بالبيئة أقل من زملائهم حيث أنهم لايغامروا أو يكتشفوا
بيئتهم الا أذا شعروا بالراحة والأمن..
• فاعلية دافع الاستطلاع على مستوى الجانبالمعرفي والشخصي..ومن جانب آخر نجد أن
دافع الاستطلاع يرتبط بوضوع بالموهبة والابتكار، اذ يذآرتورانس أن الأطفال
المبدعين هم أولئك الذين يكون لديهم النشاط والمثابرة ، ويحاولون حلالمشكلات ذات العناصر
المبتكرة والمعقدة والغامضة..
وآما أن من مميزات التفكير
الابتكاري الرغبة في الشيء بعيد المنال واسترجاع المعلوماتبطريقة متشعبة وانتقاء
الأفكار والوصول الى نتائج غير منطقية.. وعليه فان حب الاستطلاع يعدحاله ملازمه للابداع،
ويمكن النظر للطفل ذو الاستطلاع العالي بأنه أآثر قدرة على التفكيرالابتكاري ، فالاهتمام
بأحد المتغيرين سيسهم بطريقة مباشرة في تنمية المتغير الآخر وهناك دراساتتوضح أن الأطفال أصحاب
المستوى المرتفع من الاستطلاع هم أصحاب مستوى مرتفع في التفكيرالابتكاري .
• لذا فان الاهتمام
بالاستطلاع وبرامج تنميته قديخدم بشكل أو بآخر
البرامج الاثرائية للاطفال الموهوبين..
بالرغم من أهمية
الاستطلاع آدافع ومثير في الطفولة وأهميته آحاجة نفسية أساسية ألا أنالمشكلة تكمن في تعارض
سعادة الكبار من والدين أو معلمين أو قائمين على أمور الطفولة وبينسعادة الأطفال التي
تتحقق وتكتمل من خلال اشباع هذا الدافع بل وتنميته..
فهناك فجوة وأزمة تقبل
من الكبار للصغار فيما يتعلق بحبهم ورغبتهم في الاستطلاع .. فالكبار غالبايرهقهم الصغير آثير
الحرآة آثير الكلام آثير السؤال آثير اللعب وهناك حالة من عدم التفهم لطبيعةتلك المرحلة بمظاهرها
واحتياجاتها وغالبا ما نسمع ونرى أسلوب الكف والزجر والتسفيه للطفلالمستثار نحو استطلاع
ما.. وانعدام الاستعداد أو القدرة على تلبية هذا الدافع أو اجابة التساؤلاتوالاسترسال في التحاور
مع طفل مستطلع أثناء نوبته الاستطلاعية..
• وجود هوة بين قدرات
الكبار على التفهمواحتياجات الصغار لاشباع
الدافع الى الاستطلاع..
ماذا نعني بالاستطلاع ؟
؟يختلف البعض في تحديد
مفهوم الاستطلاع هل هو حاجة ؟ أم دافع ؟ أم سلوك؟؟ان الحاجة آما يعرفها
علماء النفس هي حالة من عدم التوازن بسبب نقصان شيء ما يسبب عدمتواجده اثارة للكائن
الحي فينشط ويستمر في نشاطه حتى يحصل على ما ينقصه ويحقق توازنهالداخلي..
وبناء على ذلك المفهوم
فالاستطلاع يبدأ آحاجة ملحة على الطفل يود تحقيقها ، وعندما يندفع الطفللاشباعها يكون الاستطلاع
محركا ودافعا، وما
يتوصل اليه من خلال هذا التحرك يترجم الى سلوكاستطلاعي مدفوع ذاتيا
لتلبية واشباع حاجة داخلية..
وعليه فالدافع للاستطلاع
يعني الرغبة في المعرفة والفهم للبيئة المحيطة بالفرد والبحث عن المثيراتالجديدة، وقد صنفه البعض
على أنه حاجة انسانية أساسية يترتب عليها تساؤلات واستفسارات تثارفي ذهنه ويحاول ايجاد
اجابة لها..
وقد توصل آخرون الى أن
السلوك الاستكشافي يتطور اعتمادا على نتائج المشاهدة وعلى أساسمراحل الاهتمام
الانتقائي، ويبدأ ذلك من خلال القنوات السمعية والبصرية، فالطفل يولد بمهاراتتسمح له بالاتصال
الاستكشافي للبيئة، ومن ثم يكتسب مهارة معالجة المعلومات عندما يصل الاطفالالى سن ماقبل المدرسة وكذلك في سنوات المدرسة الابتدائية فيصبحون أكثر مهارة في طرق ايجادحل المشكلات والحصول على
معلومات ويمكنهم معرفة ما يحيط بهم ويتحركون على نحو مايجذبهم ويستثيرون الكبار
والخبراء ويطرحون الاسئلة في صورة أكثر تعقيد ويحاولون الحصولعلى معلومات من الكتب
والمراجع..
ما الفرق بين الاستطلاع
والاستكشاف ؟يفرق الباحثون بين
مصطلحي الاستطلاع والاستكشاف وذلك من خلال درجة جدة المثيربالنسبة للفرد.. ويرى
الباحثون أن حب الاستطلاع تتم استثارته عن طريق مثيرات جديدة واستمرارتعرض الفرد لهذه
المثيرات يقلل مستوى الدافع وهنا يبدأ النشاط الاستكشافي..
وحب الاستطلاع سواء آان
معرفي أو ادراكي أو دافع داخلي
تثيره مثيرات خارجية يجعل الفرد فيحالة من الانتباه والتركيز لمعرفة هذه المثيرات ويبدأ الاستكشاف
عندما يحاول الفرد تفحص هذهالمثيرات لمعرفة
مكوناتها أو معرفة المزيد عنها..
بمعنى أن حب الاستطلاع
آدافع يوجه الانتباه لمثير محدد، والاستكشاف من جانب الفرد يمدهبالمعلومات والخبرات
الجديدة عن هذه المثيرات..
والسؤال الآن هل نحن
بحاجة الى تنمية هذا الدافع وكيف وأين؟؟يحذر العديد من الباحثين
والتربويين من اهمال هذا الدافع وقمعه فعندما يعاقب الطفل علىمحاولاته الاستكشافية
وتساؤلاته عن الغامض في بيئته فانه يقمع في ذاته ويقع في حيرة بين حبهللاستكشاف واتقائه
للاحباط.. وعندما تفتقر البيئة للمثيرات والأنشطة الأثرائية التي تنمي وتحركالدافع فانه يتبلد وقد
ينطفي، والسؤال الذي يمكن طرحه هل نحن بحاجة الى تنمية الدافع أم أنه طبيعيوينمو فطريا مع نمو
الطفل؟آما يتساءل البعض عن
أهمية البرامج التي تقدم للاطفال وهل هي تخدم المرحلة أم تتعارضمع طبيعة الطفولة
وخصائصها واحتياجات المرحلة، فالبرامج والمناهج تقوم أساسا على مقوماتأساسية مثل التخطيط
والتنظيم والخبرة فهل يتناقض ذلك مع ما يتصف به الطفل من تلقائية وحريةفي التعبير والسلوك؟؟حيث أن العديد من
الدراسات أثبتت أن الاستطلاع يمكن قياسه من خلال مواقف محددة سواءللأطفال في مرحلة ما قبل
المدرسة أو الأطفال في المراحل الأخرى .. وعليه فانه بالامكان تنميته منخلال البرامج التي تقدم
في رياض الأطفال، اذ يقضي الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة معظمساعات يومهم في البحث
والاستقصاء والتفحص وطرح الأسئلة عن الأشياء والأحداث والظواهر،٦سنوات تعد بحق هي الفترة الحرجة والمناسبة
لتنمية الاستطلاع - فالمرحلة العمرية التي تمتد من ٥وتثبيته آسمة واضحة في
الشخصية..وحيث أن أغلب البرامج المقدمة في رياض الأطفال تركز علىاكساب
وتنمية المفاهيم الرياضية واللغوية والعلمية وتقدم في صورة منهج يهدف الى تدريب
الطفلعلى المهارات الأكاديمية وبعض الممارسات السلوآية، لذا كان اعداد خطط جاهزة للبرامجوالنشاطات التي تساعد الاطفال
بالتدريج للانفتاح على الخبرات والمثيرات الجديدة حتى يصبحواأكثر مرونة في تفكيرهم وأكثر شغفا وسعيا للحصول على المعلومات تعد
مطلبا حيويا وتربويا..
برامج تنمية دافع
الاستطلاع في رياض الأطفالأن برامج تنمية دافع
الاستطلاع لدى أطفال الروضة تتكون من مجموعة من الأنشطةوالألعاب والممارسات
العلمية والذهنية التي يقوم بها الطفل تحت أشراف وتوجيه المشرفة التي تعملعلى تزويده بالخبرات
والمعلومات والمثيرات التي ترغبه في البحث والاستكشاف فتقوم بتغذيتهواستثارة مكونات دافع
الاستطلاع ..
والواقع يشير الى أننا
نفتقر في رياض الأطفال الى برامج مخصصة للاستطلاع ومركزة علىتنميته، وكل ما يدور في الروضة ضمن أنشطة البرنامج
المطور يقوم على تجارب استكشافية تنميالمفاهيم العلمية دون النظر الى تنمية الاستطلاع كدافع.. كذلك ما تقوم به المعلمات من تشجيع السلوكطرح الأسئلة يكون لتنمية
القدرات اللغوية والعقلية أآثر مما هي تنمية مهارات استطلاعية..
لذا برزت الحاجة الى
تقديم برامج علمية اثرائية تعمل على تنمية الاستطلاع واستثارته، وكان منأساسيات تلك الخطوة الاجابة على بعض التساؤلات:
ما هي المثيرات التي يمكن الاستفادة منها في تنمية دافع
الاستطلاع لدى الأطفال؟
لقد اتفق الباحثون
والعلماء في مجال علم النفس على الشروط التي يجب توافرها فيالمثيرات التي تثير حب
الاستطلاع وآان أهمها:
الجدة : ويقصد بالمثيرات
الجديدة ، المثيرات التي تتضمن عناصر مألوفة في تجمع لميسبق من قبل، آما يعرف
الجديد من الأشياء بأنه ذلك الشيء الذي لم نعهده من قبل وغيرالعادي..
التناقض: يقصد به عدم
الاتساق في الأجزاء المكونة للمثير ويسمى أيضا تنافر الأشياءوعدم تلاؤمها أو عدم
مطابقتها مع ما هو موجود في الواقع..
الفجائية: تشير الى حدوث
شيء ما على نحو غير متوقع، مما يدعو الى التعجب والحيرةويؤدي الى الأثارة وقد
يتحرك الفرد من شدة تعجبه ..
التعقيد: يشير الى الشيء
بأجزاءه المختلفة الكثيرة المترابطة بشكل وحدة واحدة والمثيراتالمعقدة لها خصائص مميزة
وهي أن التعقيد يزداد بزيادة عدد العناصر التي يمكن تميزهاوآذلك يزداد باختلاف
العناصر بعضها عن البعض...
والسؤال الآخر هل
للمعلمة دور تقوم به في سبيل استخدام المثيرات التي تنمي هذاالدافع؟؟ان توفير تلك المثيرات
في البرامج الاستطلاعية وتقديمها للأطفال لوحده غير آافياطلاقا ،بل على المعلمة
أن تستخدم أسلوب معين لاثارة الاستطلاع لدى الأطفال باستخدامطرق تشمل اثارة الدهشة
والتضارب الفكري وتلبية احتياجاتهم للاستكشاف بطرق حساسةومساعدتهم والاستجابة
على الاسئلة التي يطرحونها..والواقع يثبت أهمية التفاعلاتالحساسة مع المعلمين،
لذلك وضعت بعض الضوابط المنهجية التي يجب مراعاتها من قبلالمعلمين أثناء تطبيق
البرنامج أهمها:
• من المهم أن تكون
المعلمة على علاقة وثيقة بالاطفال قبل بدء تطبيق البرنامج لأننتائج البحوث تشير على
أثر الغرباء السلبي على السلوك الاستطلاعي فالاطفال يستطلعونبحرية أآثر عندما يألفون
المعلمة ويتعرفون عليها.
• انتباه الكبار
وحساسيتهم ومساندتهم ترتبط بشكل ايجابي بالسلوك الاستطلاعي وقدوجد أن الأطفال الذين
يتفاعلون مع الكبار الودودين أآثر استطلاع من الأطفال الذين يكونتفاعلهم مع الكبار
المعنفين لهم..
• استخدام الأسلوب
الأمثل في اعطاء الأذن بالاستطلاع بصورة غير مباشرة..
فالاطفال الذآور يستطلعون
أآثر من الأناث عندما لا يسمح لهم وعندما يعطى لهم الأذنيكون استطلاع الذآور
والاناث بنفس الدرجة..
• أن تظهر المعلمة حبها
للاستطلاع فقد ثبت أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسةيتعلمون السلوك من
"النموذج" بالتقليد أآثر من تعلمهم السلوك عن طريق طرح الأسئلةوالاستفسار.
• مرونة المعلمة حين
يبدي الاطفال اهتمام مستمر في نشاط معين فعليها أن تسمح له بالاستمرار فيه..
تجربةلاعداد برنامج لتنمية دافع الاستطلاعلدى أطفا ل الروضةتم تصميم برنامج مقترح لتنمية دافع الاستطلاع
لدى أطفال الروضة تم تطبيقه على٦سنوات من الذآور والاناث وكانت النتائج موجبة ودالة احصائيا، فقد - عينة
من الأطفال عمر ٥كان متوسط درجات الأطفال قبل تطبيق البرنامج
١٤،٦٥ في حين أصبح بعد تطبيق البرنامج١٦،٣١وعند تعيين قيمة "ت" وجد أنها ١،٧٨
وهي قيمة دالة عند مستوى ٠،٠٥ وهذا يعني أنالبرنامج له فاعلية في
تنمية دافع الاستطلاع لدى أطفال الروضةتكون البرنامج من عدد من
الفقرات والأنشطة التي كانت
تعتمد أساسا على احتوائها علىأحد مكونات ومثيرات
الاستطلاع، آما روعي في تطبيق البرنامج آل الشروط والضوابط المنهجيةالواجب مراعاتها من قبل المعلمة في سبيل
تحقيق ورفع مستوى الاستطلاع لدى الأطفال.
وقد تم تنظيم وجدولة
فقرات وأنشطة البرنامج في شكل نماذج منوعة يحتوي آل منها على عدد منالمحتويات شملت: البحث
عن معروفة/ جرب واكتشف/
الأحاجي والمناقشات/ سماع قصة أومشاهدة فيلم علمي أو كرتوني/ اللعب الحر/ نزهة في فناء المدرسة/ رحلات
خارجية.
روعي في جميع تلك
الفقرات أن تكون جديدة أو مفاجئة أو معقدة أو غير متلائمة.
وبعد تطبيق البرنامج على
عينة الأطفال لوحظ مدى التطور والنمو في مستوى السلوك الاستطلاعيعند الأطفال ومدى
استجابة الأطفال وتفاعلهم أثناء التجربة..
ولتفسير فاعلية البرنامج
تم تسجيل بعض التحليلات والملاحظات الكيفية التي لوحظت أثناء تطبيقالبرنامج كان أبرزها ما يلي:
الجدة:
كان العامل الأكثر أهمية فالفكرة والمحتوى والأدوات
المستخدمة كانت تمثل أنشطة
جديدة بالنسبةللأطفال لفتت انتباههم
ودفعتهم لمزيد من التعلم وطلب المعرف.
ومن ثم آان للتعقيد
والفجائية والتناقض دورهم في استثارة الدافع للاستطلاع، وقد لوحظت بعضالسلوكيات الدالة على مدى تفاعل الأطفال مع
المثيرات وكان منها:
اللمس:ضم البرنامج العديد من
الفقرات التي أثارت رغبة الأطفال في لمسها وتحسسها وقد لوحظ أيضا أنالأطفال الذين سمح لهم
بلمس الأجسام ثلاثية الأبعاد قد طرحوا أسئلة أكثر ممن لم يسمح لهم.
الشم والتذوق:
اشتمل البرنامج على ما
يثير وينمي الاستطلاع من حيث حاستي الشم والتذوق وقد أزاح الأطفال هذهالخبرة الى فقرات أخرى
فعندما أحضرت لهم" طاقم أسنان" للحديث عن أسنان معروفة قام أحدالأطفال ليتذوق طعم هذه
الأسنان، وآذلك تذوق الأطفال حبات الذرة الجافة وتذوق قطع الثلج..
الاستماع وتركيز الانتباه السمعي:
من خلال بعض الفقرات في
البرنامج التي ترآز على الانصات والسماع آما أن بعض الأصواتالخافتة والمفاجئة جعلت
الأطفال يصمتون بهدوء بعد شغب وفوضى ..
النظر والتأمل:
آانت أنظار الأطفال
تلاحق آل مثير جديد لينظروا اليه وآان الأطفال ينظرون ثم يستطلعون وفيأحيان أخرى يستطلع
الأطفال ما في الفصل وأرآانه لينظروا اليه ويتأملوه..
الاقتراب:
آان الخطوة الأولى في
السلوك الاستطلاعي الحرآي فالطفل يبدأ بعد النظر للمثير بالاقتراب منهلكي يتفحصه، وقد واجهت
صعوبة في بداية التجربة لكي ندرب الأطفال على قبول الانتظار قليلاحتى يأخذ دوره في
الاقتراب..
التناول والمعالجة
اليدوية:
أن تناول الأشياء
ومعالجتها يدويا ملحوظ جدا لدى الأطفال فبعضهم كان يرغب في تناول آل شيءوأي شيء أمام نظره أو
حتى بعيد عن نظره يبحث عنه ليتناوله ويمسك به فكل ما استطاع الحصولعليه تناولوه وأمسكوا به..
تعجب ودهشة واستغراب:
أثارت بعض الفقرات في
البرنامج تعجب ودهشة واستغراب الأطفال .. لدرجة أنهم كانوا يصمتونتماما ولم يصدر منهم أي
صوت.فقد كانت اثارة الدهشة
والاستغراب والتعجب تثير الرغبة فيالاستطلاع بشكل كبير.
طرح الأسئلة وتخمين
الأجوبة:
من أهداف البرنامج تشجيع
طرح السؤال ولكن ليس أي سؤال بل الهدف الحصول على نوعية منالأسئلة تنم عن تفكير الطفل
واستطلاعه فقد سأل الأطفال كثير
من الأسئلة بعضها كان
مجرد تكراروبعضها الآخر كان جيد وكان أكبر عدد من الأسئلة الفعالة يأتي بعد قراءة
الكتب المصورة فعندماشاهد الأطفال صور
لحيوانات جديدة قدمت لهم معلومات جديدة سألوا عنها كثيرا..
ومن الأمثلة على تلك
الأسئلة:
لماذا العنكبوت الأنثى
تأكل زوجها؟أين يذهب بخار الماء؟لماذا التصق الخيط
بالثلج؟كيف يخرج الكتكوت من البيضة؟كيف لا تنكسر البيضة عندما تبيضها الدجاجة؟وكان من المهم التأكيد على أهمية طرح السؤال وأنه يجب أن نسأل من
هم أكبر منا ، آذلك
أهميةتخمين الاجابات وعدم
تقديم اجابات جاهزة للأطفال مما يدعوهم الى مزيد من التفكير والتأملوالتساؤل واقتراح عدد من
الاحتمالات..
اللعب والاستغراق:
كان اللعب يستهوي الأطفال كثيرا وبعض الفقرات وأنشطة البرنامج فتحت
المجال للأطفال أنيستطلعوا اللعب الجديدة
ثم يلعبوا بها .. وبعض الفقرات كانت تدعوهم الى الاستطلاع من خلالاللعب اذ يكون الطفل يلعب
في أحد الأركان ويتناول احدى
الألعاب الجديدة ليلعب بها واذ به يكتشفكونها غريبة مفاجئة تدعو للاستطلاع فيستطلعها
وغالبا بعد أن يستطلع الطفل الشيء الجديد يعودليلعب به مرة ثانية ..
فليس هناك شكل واضح لترتيب سلوك الاستطلاع فتارة يسبق الاستطلاعاللعب وتارة أخرى
يتلوه.. وقد حقق البرنامج فرص آافية للأطفال أن يستغرقوا في ما كانوا يقومونبه من لعب واستطلاع.
المعلمة النموذج:
كان دخولى على الأطفال مرتبط بكل ما هو جديد
ومثير فعلى المعلمة أن تكون مستطلعة وتقدمشخصيات مستطلعة للأطفال
مثل" معروفة" المتشوقة لمعرفة كل جديد وغريب وبذلك حاولالأطفال أن يكونوا كذلك فهم متبعين لقدوتهم ومقلدين لها.
المغلق المثير:
أثارت الأشياء المغلقة
استطلاع الأطفال فقد حاول الأطفال فتح بعض الصناديق المغلقةومعرفة واكتشاف ما بداخلها..
الأشياء المقززة
والمنفرة:
من تجربة البرنامج اتضح
أن الأشياء المقززة والمنفرة تثير الدافع للاستطلاع.
الأشياء الحقيقية(
الخبرة المباشرة)كانت الأشياء الحقيقية والخبرة المباشرة مثيرة
للاستطلاع أكثر لتناولها
وفحصها ولمسهافمثلا أدوات النجارة
الحقيقية دفعت الأطفال لتناولها واستخدامها وطاقم الأسنان الحقيقي والحيواناتوالطيور الحية كانت مثيرة أكثر من الأشياء المصنعة من البلاستيك مثلا..
وختاما تلك كانت محاولات لفحص وتقصي ومعالجة بيانات
وملاحظات أداء الأطفال خلالالتجربة، كانت تجربة فريدة مثيرة فيها من المتعة
والاستكشاف لعالم الطفولة الجميل والتي أدعو اللهأن يحفزنا ويدفعنا لمزيد
من الاستكشاف له والمعالجة العلمية لمشكلات نمائه فهو استكشاف لتطورأمة بأسرها بأذن الله..
ومن خلال التجربة لهذا
البرنامج خرجت ببعض التوصيات التربوية أهمها ما يوجه للآباءوالأمهات والمعلمات في
رياض الأطفال..
توصيات تربويةتوصيات خاصة بالوالدين:
• يجب أن يتحلى الوالدين
بالصبر للاستماع الى أسئلة الطفل وتحفيزه على ايجاد الاجابةعليها هو بنفسه، ولا
يقدم الحلول والأجوبة الجاهزة بالنسبة للطفل فقد ثبت أن سلوكطرح الأسئلة يمكن تنميته
وهو ذو فاعلية في تنمية دافع الأستطلاع..
• على الوالدين تهيئة
الفرص أمام الصغار للبحث والاستكشاف عن طريق زيارةمعارض الكتب أو المكتبات
العامة والاستعانة بالكتب المصورة التي تحفز الطفلللبحث على المزيد من
المعلومات أما بالسؤال أو بمزيد من الاطلاع.
• تهيئة الفرص أمام
الأطفال للقيام بالرحلات البيئية والاهتمام خلالها باثارة دافعالأستطلاع لدى الطفل من
حيث وجود بعض أنواع الصخور أو الأحجار في المنطقةأو شكل الأشجار ونباتات
فيها أو بعض الحيوانات والحشرات والزواحف وتحفيزهملجمع المعلومات حول هذه
الأشياء أو ملاحظاتهم والحديث عنها..
• يمكن للوالدين تعليم
أطفالهم تسجيل ملاحظاتهم وأسئلتهم عن طريق التسجيل الصوتي(
التسجيل على آلة تسجيل)
. فهذه وسيلة سهلة على طفل الروضة، حيث يسجل الطفلكل ما يدور بخلده من أسئلة آما يسجل محاولاته
للاجابة عليها، والطرق التي سلكهافي سبيل ذلك، فهذا
الأسلوب من شأنه أن يكون عادة البحث والاستكشاف لدى الطفلويزيل عنه عائق أن يجد
أمامه من يحاوره في اللحظة نفسها..
• على الوالدين أن
يوجهوا انتباه أطفالهم الى آل ما هو غريب أو غامض ، أو جديدوالسؤال عن ذلك فعند
الذهاب الى مكان جديد ، يسأل الآباء الأطفال ما أغرب شيءرأيته؟ ما الشيء الغامض
الذي أثار انتباهك ؟ وهكذا فيتعلم الطفل اثارة الدافع بالبحثعن الجديد والغريب،
والمتناقض ، والغامض سوف يساهم في أن تصبح هذهالسلوكيات عادة لديه..
• مما يساعد كثيرا في تطبيق آل ما ورد ، أن يكون الوالدين
أنفسهم مستطلعينمستكشفين فقد لوحظ أن
للكبار أثر في اكساب
الطفل السلوك الاستطلاعي.
• الاهتمام بالأفلام
التعليمية والبرامج التلفزيونية التي تعطي المعلومات الجديدة والغريبةبالنسبة للطفل فيمكن
للآباء تسجيلها وعرضها على الأطفال في صورة تفصيلية وفيجلسة يعد لها الآباء
ولتسمى " الجلسة الاستكشافية" يعقدها الوالدين بصورة دورية (
اسبوعيا _ شهريا ) يعلم
الطفل فيها أنه اذا استهواه برنامج قد شاهده وجد به بعضالظواهر التي تحتاج الى
هذه الجلسة الاستكشافية فليسجله، ويمكن له أن يجمعأصدقاؤه وأصحابه ويدعوهم
الى هذه الجلسة الاستكشافية ، لتتم المحاورة والاسئلةوالأجوبة ونطرح الأسئلة
أكثر حول هذه المعلومات فيتم الاستفادة من أثر
الكبار وأثرالقرين أو الند في تنمية
دافع الاستطلاع..
• يمكن أن يخصص الوالدين
مكانا في المنزل يخصص باسم الطفل حيث يعرض هذاالمكان ما تم جمعه من
أشياء جديدة، أو غريبة، ومكان هذا الشيء والتاريخ الذي عثرفيه عليه، ولا يقتصر
الأمر على الأشياء المادية فقط، بل يمكن أن يكون صورة فيمجلة ، أو معلومة أو
صورة التقطها هو أو والده في مكان ما. وعندما يحضر بعضالأقارب والأصدقاء يشجع
الطفل للحديث عن هذه الأشياء وآيف لاحظها ولماذا؟ وماالأشياء التي أثارت
انتباهه فيها؟ ولماذا رغب في الاحتفاظ بها وعرضها؟توصيات خاصة بالمسئولين
في رياض الأطفال:
• على المعلمات توفير
البيئة الثرية في الروضة الغنية بالمثيرات والأدوات والخاماتوالأجهزة التي تحفز
السلوك الأستطلاعي لدى الأطفال..
• على المعلمة التحلي
بالصبر والاستماع الى الأطفال في أسئلتهم ومحاولة تدريبالأطفال على سلوك طرح
الأسئلة وتنمية هذا السلوك، وآذلك عليها ألا تقدم الأسئلةللأطفال بطريقة مباشرة
بل يجب عليها تقديمها بطريقة محفزة للأطفال للبحثوالاستكشاف والتساؤل..
• تخصيص مكان بالروضة
لعرض تصنيفات الأطفال لكل ما هو جديد، وغامض ،ومثير وتعقد جلسات دورية
بين جميع أطفال الروضة يقوم فيها الأطفال بالحديثوالأسئلة عن الأشياء
التي جمعوها ومعلومات عنها..
• مراجعة البرامج
التعليمية المقدمة في دور الحضانة ورياض الأطفال في ضوء تحقيقوتنمية الشخصية
الاستطلاعية الأبداعية لا مجرد تقديم المعرفة والمعلومات للأطفال.
• الاهتمام بالرحلات
المدرسية الى بعض الأماآن الموجودة في بيئة الطفل والتي تقدم لهمعلومة تحفزه للاستزاده
وتحفزه للسؤال ( المطار- المطافئ- مصانع تنقية المياه-
مخابز).
• الاهتمام بالتعرف على
الأطفال المستكشفين واثراء البرامج المقدمة لهم ، وتعريفالأهل بأهمية الاهتمام
بالطفل من هذه الناحية.