فى ذللك اليوم اتجه مع زملائه كالعادة الى مكتب ادارة الشركة التى يعمل بها وذللك من اجل الحصول على راتبه الشهرى كالمعتاد
وكان اليوم له وضع خاص فهو كان يتوقع مكافأة مناسبة بمناسبة عيد العمال وايضا على الجهد وعلى التفانى والاخلاص فى العمل والحضور المبكر يوميا فبل جميع العمال وتاخره عنهم ايضا فى الانصراف وايضا حرصه ومحافظته على ممتلكات الشركة وكأنها ملكا
شخصيا له وقد اذداد هذا الحرص ايضا بعد ان منحته ادارة الشركة شهادة تقديرلجوده واعترافا من الجميع بكفائته فى العمل
وقف فى الصف الطويل الممتد امامه وقد سرح بفكره بعيدا عن الشركة وعن العمال غدا عيد العمال اولاده يتمنون ان يخرجوا معه فى نزهة الى اى مكان فمنذ مدة طوبديلة لم يصحبهم الى اى نزة او حتى فسحة اى اى مكان ان شاء الله سوف يمر على المحلات فى طريق العودة ويشترى الاغراض الازمة للنزهة وسوف يصحبهم غدا فى نزهة سعيدة وسوف يسعدهم جميعا فى هذا اليوم .
وتذكر ايضا ابنته الصغيرة مريضة من اول امس وفى امس الحاجه الى الدواء سوف يشتريه لها اليوم فى طريق العودة باذن الله.
ياه ماهذا البنت الكبرى تحتاج الى ملابس جديدة لم يشترى لها ثياب جديدة منذ ثلاث سنوات مضت سوف يشترى لها فستان جديد ايضا
وسوف تفرح به كثيرا يكاد يجزم انه يرى الان ابتسامة الفر على وجه ابنته .ياه ماهذا تذكر انهم لم يدفعوا بعد فاتورة المياه والكهرباء والفواتير احضرها المحصل من يومين وجلهم الى يوم القبض والمنزل يحتاج سمن وزيت وسكر وشاى وصابون وارز ولحمة اخر مرة تناول فيها الاولاد اللحمة كانت منذ شهرين مضو ماذا يصنع الان وزوجته تلح عليه لشراء غساله بجة ان اديها هلكت من كتر الغسيل يا سلام الله يحم امهاتنا عاشوا وماتوا وعمرهم ماشافوا البدعة الجديدة دى هو فيه حاجة تنضف زى غسيل الايد
والاولاد عاوزين تليفزيون زهقوا من الفرجه والسهر عن الجيران يوميا نفيهم بفقى يتفرجوا مرة فى بيتهم ويشوفوا الى نفسهم فيه ومحدش يتحكم فيهم ويحددلهم الى يتفرجوا عليه ولا واحد يتنطط عليهم ويقول لهم الى مش عاجبه يروح يتفرج فى بيتهم ده تليفيزيونا واحنا احرار يا سلام تليفزيون ايه وهباب ايه ده كمان والخيبة التقيلة البيه ابنه الى نفسه فى كمبيوتر زى وليد صاحبه ابن مدير المدرسة يا سلام عشنا وشوفنا التقاليع والكلام الفاضى ده فينك يابا كان الواحد بيقعد يعيط اكتر من ساعة علشان ياخدج قرش مصروفه وكمان يتحدد له يشترى بيه ايه
مش الوقتى العيل كل يوم عاوز ربع جنيه الصبح وربع جنيه اخر النهار عيبها ايه الخمس قروش اد الى كنت باخده خمس مرات باعالم حسوا بيا ايه مفيش دم خلاص
محدش حاسس بالاسار الى بتزيد كل يوم بل ممكن مرتين فى اليم تروح الدكان تلاقى الحاجه هيه هيه وتلاقى الراجل الضلالى غير الاسعار الى معلفها الصبح والحجه الاسعار زادت واخر النهار تلاقيه علق ورق جديد وبردة الاسعار زادت كانها معموله علشان تزيد عنده هو بس والمضطر يركب الصعب هو ده الوحيد الى بيشكك والعيشه صعبة والطلبات مبتخلص اعمل ايه الله يسامحك يا با لوكنت كملت تعليمى ودخلت الجامعةمكنش ده بقى حالى ده حته الاسعار بتزيد والمرتبات زى مهيه يادوب بتزيد تاتا تاتا بشق الانفس
نفسه يهج ويروح فى اى داهيه من هنا نفسه مرة ميسمع كلمة هات او انا عاوز او نفسى فى كذا زهق وكره كل شى حتى انه بيحسد الاجانب والممثلين على العز والبغددة الى هما فيها يابختهم مكنش الواحد طلع ممثل كان زمان العيال بيتمرمغوا فى اكل اللحمة خمس مرات فى اليوم مش بيكملوا عشاهم نوم
صحا من افكاره على صوت المحاسشب وهو ينادى عليه ليقبض راتبه الضئيل ويطلب منه التوقيع فى المكان المناسب ثم سلمه عدد من اوراق النقد فتناولها منه والسعادة تملا كيانه كله ثم خرج من الصف واتجه الى ركن ناء واخرج النقود من جيبه واخذ يعدها على مهل وصعق فجأ المرتب ناقص خمسين جنيه حته واحدة يعنى مفيش زيادة بمناسبة عيد العمال انما فيه خصم من الراتب طب هيعمل ايه اتجه الى المحاسب يسأله عن السبب لهذا ولما هذا الخصم الجائر
فنظر اليه المحاسب شزرا ثم قال له باستعلاء يا حبيبى انت ودفعتك كانت اتصرف ليكم من عشرة سنوات علاوة بدون وجه حق ةاكتشفنا الموضوع ده الشهر الحالى ولان المدير بتاعنا راجل بيخاف ربنا زى منتم عارفين فقرر بل ميخصم المبلغ كله مرة واحدة ومفيش مرتب واحد فيكم يكفى الموضوع ده فقرر سعادته جزاه الله كل خير ان يتم خصم خمسين جنيه من مرتب كل واحد فيكم لحد ما المبلغ يخلص وكل شىء يرجع لاصله شفت المسالة سهلة ازاى يلا مع السلامه الى بعده خلينا نخلص ونروح نشوف ورانا ايه
يلا متنحش كدا هيص ياعم بكرة اجازة بمناسبة عيد العمال حقك تفرح مش تقف مكشر كدا يلا سلام يا خويا ورانا اشغال