السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تؤكد الدكتورة فايزة يوسف رئيس قسم الدراسات النفسية والإسلامية في جامعة عين شمس إن القدوة الحسنة هي أفضل وسيلة نستطيع بها أن نعلم أبنائنا السلوك الإيجابي ، وتقول أن الوالدان لديها اعتقاد خاطئ بأن الإبن ينمو بطريقة تلقائية جسدياً واجتماعياً ونفسياً .
ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث الإجتماعية والنفسية أن على الآباء تعليم الأبناء بصورة أو بطريقة إيجابية تبتعد عن النصح والإرشاد وتقوم على تقديم القدوة والصورة المثلى لأبنائهم من خلال الالتزام في أفعالهم وسلوكياتهم ...
والطفل في مرحلة الطفولة المبكرة تكون لديه مجموعة من السمات تؤهله لإستقبال كل سلوك إيجابي والعمل به وحين يشب وهو يرى سلوكيات الوالدين تدعو إلى البر والتقوى والإحسان والرحمة والتكافل ، لن يتردد في تقليد هذا السلوك لكن حين يلجأ الوالدان إلى النصح والإرشاد فإن الإبن ينفر من ذلك .
وتلعب القدوة دوراً بالغ الأهمية في مجال التربية والتنشئة الإجتماعية الصحيحة للأبناء ، والأسرة هي اللبنة الأولى ، التي تتشكل وتتحدد فيه معالم شخيصة الطفل فهي التي تغرس لديه القيم والمعايير الدينية والأخلاقية التي يحكم بها على الأمور ، ومدى شرعيتها وصحتها .ومن هنا تأتي خطورة دور الأسرة ومن الضروري أن يكون النموذج الذي يقتدى به الطفل نموذجاً صالحاً يعبر عن تلك القيم والمعايير لا بالقول فقط أو بالدعوة والإرشاد إليها ، بل يجب أن تتمثل تلك القيم في سلوك الوالدين ، فالملاحظ الآن هو افتقاد القدوة النموذجية داخل بعض الأسر الأمر الذي ينذر بالخطر ، وفي هذا التحقيق يوضح علماء النفس والإجتماع ورجال الدين أهمية القدوة وتأثيرها على الأبناء . ويبتعد عن كل مايقال له ، ولا تقتصر عملية تعليم السلوكيات والأخلاق الحميدة للأبناء على الأسرة بل أن المناهج الدراسية يجب أن تنمى ذلك داخل الطفل ، والقرآن والسنة النبوية والحياة العامة زاخرة بقصص التضحية والعطاء والبر والأمانة ...
والقصة أسرع وسيلة ننقل بها ما نريد إلى عقل الطفل ، وكذلك فإن وسائل الإعلام عليها هي الأخرى أن تدعم هذه السلوكيات ولا سيما جهاز التلفاز ..