السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً ومرحباً بكم أحبائى فى الله .
تعالوا بنا نطوف فى بستان السيرة الرائعة الطاهرة نتوقف عند إحدى زهراتها الطاهرات
هى فاطمة بنت نبينا صلى الله علية وسلم صاحبة السيرة العطرة هى خير زاد لنسائنا وبناتنا حيث تجعل القلوب المؤمنة تتدفق بنور اليقين وتتصل بحبل من الإيمان والتقوى فهى ابنه سيد الأولين والآخرين صلى الله علية وسلم وأمها سيدة نساء العالمين خديجة رضى الله عنها .
وما أحوجنا أن نتعايش بقلوينا مع هذة اللقطات من سيرتها العطرة وأن نتجرد من هموم الدنيا لنعيش تلك اللحظات الغالية فى بيت النبوة لنرى الحياة الحقيقية التى عاشها النبي صلى الله علية وسلم مع أمنا خديجة وابنته فاطمة رضى الله عنها .
كان ميلاد فاطمة رضى الله عنها فى أم القرى اثناء تجديد قريش لبناء الكعبة [ قبل البعثة بخس سنوات ] ففرح النبي صلى الله علية وسلم بها فرحاً عظيماً وأحس من أول لحظة أنها ستكون فتاة مباركة وسماها فاطمة وكانت أشد بناته شبهاً به صلى الله علية وسلم .
ونشأت فاطمة فى أعظم وأطهر بيت فى الكون كله , إنه بيت الحبيب صلى الله علية وسلم فكانت فاطمة تنهل من معين النبوة الصافى وكانت أمها خديجة رضى الله عنها تغمرها بحبها وحنانها ولذلك لم تسترضع لها كعادة العرب وقتها بل أرضعتها هى بنفسها فرضعت فاطمة من خديجة الحلم والحياء والمروءة والطهر والعفاف والحكمة ولأدب وحسن الخلق وكل الصفات الحميدة فنشأت أفضل وأطيب نشأة .
وفاطمة فتحت عيناها على مائدة التقى والطهر ونشأت على التقوى بين الصلوات والتسبيحات التى تنبعث من فم ابيها وأمها فكان لهذا دور كبير فى تكوين شخصية فاطمة الفريدة رضى الله عنها .
ولأنها كانت أصغر الذرية الطاهرة فى البيت المحمدة فقد حظيت بالحنان الراقى الطاهر وفى جنةأبويها تبوأت الزهراء مكاناً عالياً فتعلمت منهما ما لم تتعلمه فتاة فى مكة أو غيرها ، تعلمت آيات الذكر الحكيم لهذا ففى مهد الإيمان نشأت الزهراء نشأة جد واعتكاف ووقار وحياء فكانت ساكنة النفس قوية القلب صافية السريرة لاتعرف إلا الإيمان ولا يعرفها إلا الإيمان .
وفى تلك الدار المباركة علمت الزهراء على مر السنين أنها سليلة شرف لا يدانية شرف ومكانة لا تبارى ونقاء لا يجارى فقد جمعت بين عراقة النسب وكرامة المجد كريم الصفات وجميل المحاسن فغدت منفردة بين بنات قومها بل بنات الدنيا باسرها .
وبعد وفاة خديجة أم الزهراء كانت الزهراء تنهض بأعباء البيت النبوي وترعى أبها الكريم وتفيض علية من عطفها وحبها حتى دعاها أصحاب رسول الله صى الله علية وسلم بأم النبي أو أم ابيها .
وياله من لقب نالته الزهراء الطاهرة ويالة من شرف كان من حظها رضى الله عنها .
وتعالوا بنا قبل أن نقلب بعض صفحات ونستعرض بعض لقطات من حياتها – رضى الله عنها
تعالوا نعيش قليلاً فى ظل المكارم التى إكتنفتها من كل جنب
*أبوها هو سيد الأولين والآخرين الذى خلقه الله عز وجل ليكون رحمة للعالمين صلى الله علية وسلم .
* أمها سيدة نساء العالمين رضى الله عنها أول من اسلم من النساء وهى التى جاءها جبريل علية السلام ليبلغها السلام من عند السلام جل جلالة وهى التى بشرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب .
*وفاطمة نفسها رضوان الله عليها هى سيدة نساء العالمين فى زمانها .
*وولداها " الحسن والحسين " – رضوان الله عنهما – سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله صلى الله علية وسلم .
*وزوجها أمير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه الذى يحب لله عز وجل ورسوله صلى الله علية وسلم ويحبه الله عز وجل ورسوله صلى الله علية وسلم ، هو الذى قال له النبي صلى الله علية وسلم : أنت منى وانا منك ( البخارى 4251 ) وقال له كذلك : ألا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي . ( البخارى 4416 ) .
*وعمها سيد الشهداء وأسد الله حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه الذى هو عم الرسول صلى الله علية وسلم واخوه من الرضاعة .
*وعم أبيها هو العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه الذى كان يمنع الجار ويبذل المال ويعطى فى النوائب ويطعم الجائع .
*وابن عم أبيها هو جعفر بن ابى طالب رضى الله عنه السيد الشهيد الكبير الشأن علم المجاهدين الذى يطير فى الجنة مع الملائكة بجناحين .
ولواستطردنا فى الكلام عن المكارم التى أحاطت بها لم نستطع أن نذكرها كلها .
هذة بعض سطور تم نقلها بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه .
وانا هنا لأذكر نفسى وأذكركم أن دراسة السيرة أو بعض الصور من السيرة هو ليس من قبيل التعرف فقط على حياة هؤلاء العظام من القوم فقط بل نستقى منها العبر ونهتدى بخطى اصحابها الكرام نتعلم منها أمور ديننا ودنيانا لنسير على النهج الحق دون تقصير أو إفراط .
نريده إسلاماً حقيقياً لا مغالاه فيه ولا تقديس فيه لأحد
إسلاماً بفهم صحابه رسول الله صلى الله علية وسلم وآل بيته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين
ونتعشم وندعو الله عز وجل أن نكون من المقبولين فى عبادة الصالحين
وأن يجمعنا مع حبيبنا المصطفى صلى الله علية وسلم وصحابته الكرام وآل بيته رضوان الله عليهم فى الجنة إن شاء الله