السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أحبائى فى الله
تعالوا بنا نكمل بعض لقطات وصور من حياة الزهراء رضى الله عنها وأرضاها .
عرفنا فى اللقاء السابق كيف كان حقد وغل مشركى مكة تجاة الرسول صلى الله علية وسلم ومن آمن معه فى أحد الشعاب فى مكة ومنع القوات عنهم وعن أطفالهم وتم تضييق الحصار على المسلمين وأنقطع عنهم الغذاء حتى بلغ بهم الجهد أقصاه وكانت أصوات أطفالهم الباكية جوعاً يسمعها السامع من وراء الشعب
لدرجة انه روى يونس عن سعد بن ابى وقاص قال : خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقعة من جلد بعير يابسة فأخذتها وغسلتها ثم أحرقتها ورضضتها بالماء قويت بها ثلاثاً [ أى اتخذها طعاماً لثلاث ]
وهكذا كان الحصار مؤلم وقد أضناهم الحرمان وألجأهم أن يطعموا مالا مساغ له .
وقد أحزنت تلك الآلام بعد ذوى الرحمة من قريش فكان أحدهم يوقر البعير زاداً ثم يضربة فى إتجاه الشعب ويترك زمامة ليصل إلى المحصورين فيخفف شيئاً مما بهم من أعياء وفاقة.
واستمرت هذة الحال ثلاث سنوات وكان رباط الإيمان وحدة هو الذى يمسك القلوب
وكانت فاطمة – رضى الله عنها – مع المحاصرين وقد أثر الحصار والجوع فى صحتها تأثيراً بالغاً فقد عاشت تلك المحنة بكل قسوتها والمها وأحزانها حتى جاء الفرج من عند الله عز وجل وأنتهى الحصار .
ولكن ما إن خرجت طائفة المسلمين من الحصار الذى أثر فى صحة الزهراء – رضى الله عنها- حتى أصيبت بمصاب عظيم فقد ماتت أمها خديجة – رضى الله عنها - التى كانت يداً حانية وقلباً رحيماً فحزنت عليها الزهراء حزناً شديداً ولكنها إحتسبتها عند الله لتفوز بثواب الصابرين .
ولكن ان كانت خديجة رضى الله عنها قد ماتت فإن الحبيب صلى الله علية وسلم الذى يحب إبنته فاطمة من كل قلبه مازال حياً يرعاها ويحنو عليها ويعطيها من علمه وهديه وأخلاقه لذا فقد تعلقت فاطمة بأبيها رسول الله صلى الله علية وسلم تعلقاً شديداً فهو صاحب القلب الرحيم الذى لو قسمت الرحمة التى فى قلبه على الناس لكفتهم أجمعين فكيف بحاله مع إبنته الحبيبة الزهراء – رضى الله عنها وأرضاها .
ولما اشتد إيذاء المشركين بأصحاب الحبيب صلى الله علية وسلم أذن لهم بالهجرة ثم هاجر الحبيب صلى الله علية وسلم بعد ذلك إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق رضى الله عنه وترك علياً رضى الله عنه لينام فى فراشه ليؤدى الودائع التى كانت عند رسول اله صلى الله علية وسلم لأصحابها من المشركين .
ولمست فاطمة رضى الله عنها هذا الدور العظيم الذى قام به على كرم الله وجهه ليفدى أباها صلى الله علية وسلم فكانت فاطمة لا تنسى هذا الموقف العظيم لعلى رضى الله عنه
فلما نام على كرم الله وجهه ليلة الهجرة على فراش النبي صلى الله علية وسلم ليفديه كان الجزاء أن الله عز وجل أسعد فراش على رضى الله عنه بفاطمة الزهراء لترضيه .
لقد حمى المغوار حيدرة ( على بن ابى طالب رضى الله عنه ) الدعوة فى شخص النبى صلى الله علية وسلم لما نام فى فراشه فى أصعب ليلة مرت بها الدعوة ،
فهو ينام فى الفراش وهو يعلم أن على الباب رجالاً لا يريدون إلا رأس النائم على الفراش .
وفى الصحيحين أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال لفاطمة : ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء هذة الأمة أو نساء المؤمنين .
وفى الصحيحين عن المسور بن مخزمة أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال : فاطمة بضعه منى فمن أغضبها أغضبني .
وعن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة على ( على بن أبى طالب ) وعمار وسلمان .
وفى السنة الثانية للهجرة تزوج على بن أبى طالب رضى الله عنه من فاطمة الزهراء رضى الله عنها وبنى بها وذلك عقب غزوة بدر الكبرى .
حيث قال صلى الله علية وسلم : ان الله أمرنى أن أُزوج فاطمة من على [ الهيثمى فى المجمع 15208 ]
وتخيلوا ما يكون مهر بنت الرسول صلى الله علية وسلم ؟
وكيف يكون حفل الزواج ؟
ومن هى الشخصيات التى حضرت هذا الحفل المهيب ؟؟
هى أسئلة سنعرفها فى اللقاء القادم إن شاء الله
إنتهى إلى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظة الله .
ولكن القارئ لهذا النص فعلاً يستشعر حلاوة الإيمان والتقرب من الرحمن والعمل بما أنزل الله عز وجل فى قرآنه وعلى لسان نبيه صلى الله لية وسلم ومن فعل هذا فله الجزاء والإحسان من رب غفور ودود حليم كريم سبحانه وتعالى عما يصفون .
ونرى هذا لما ضحى سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه بنفسه فداءاً للحبيب صلى الله علية وسلم وكان وقتها لا يزال غلاماً رضى الله عنه .
غلام ولكنه كان بألف رجل أو قل بمليار رجلاً فعلاً
هو ينام فى فراش الموت حباً لله وفداءاً لرسول الله صلى الله علية وسلم
فكيف يكون الجزاء ؟؟؟
سبحانك ربى ما أكرمك سبحانك لا شريك لك فى الملك