أشرف صالح عضو سوبر
عدد المساهمات : 1048 تاريخ التسجيل : 16/04/2009 العمر : 59 الموقع : أورمان طلخا للتعليم الأساسى ( ابتدائى )
| موضوع: تابع من معارك اكتوبر الجوية 18/5/2009, 1:19 pm | |
| تابع الفصل الأول وتحمل الرئيس جمال عبد الناصر عبء كبير من هذه الحملة، فقد تناسى الجميع أن الأزمة بدأت من سوريا بتلك المعلومات الكاذبة عن الحشود الإسرائيلية، وأن سوريا والأردن تخليا عن مصر أثناء القتال ولم يقدما إلا أقل القليل مما كان يجب أن يقدم.. كانت الشعوب العربية كلها تقريباً تقول إن الرئيس عبد الناصر أضاع الأمة العربية كلها. كان هذا الاتهام الظالم هو قدر مصر الذي لا مفر منه ، وأسقط العرب عجزهم وتقصيرهم على مصر . فالمغرب والكويت واليمن على بعد آلاف الأميال من أرض المعركة لكنهم جميعاً ُهزموا حين ُهزمت مصر رغم أنهم لم يشاركوا في قتال أو معركة مع العدو الإسرائيلي.
وبنظرة غير منحازة نجد أن الصراع العربي- الإسرائيلي كان محكوماً لصالح إسرائيل دون منازع حتى قبل أن تقوم الحرب في يونيو1967. فمنذ الجولة الأولى في الصراع عام 1948 قبل عشرين عاماً والفكر العربي لم يتغير ولو أقل القليل. فكر سياسي محدود، تغلب عليه المصالح الذاتية والنجاحات الشخصية، دون اعتبار للمصالح القومية أو للخطر الإسرائيلي الذي يهدد الجميع. فالاجتماعات التي تمت في مؤتمرات القمة بين القادة والرؤساء العرب لم تسفر عن أي تعاون حقيقي، والقيادة العسكرية العربية الموحدة التي أنشئت بقرار من الملوك والرؤساء العرب ولدت ميتة. فلم تفعل أي شيء يذكر لها خلال ثلاث سنوات قبل حرب 1967.
بل إن التقسيم الذي طغى على الدول العربية وجعل مجموعة منها تسمى بالدول الرجعية وأخرى تسمى بالدول التقدمية، جعل الاتهامات بخيانة قضية فلسطين هو الشغل الشاغل بينهم. وامتد الأمر إلى تدبير المؤامرات ضد بعضهم البعض وكانت أوضح صورها مؤامرة انفصال الوحدة المصرية السورية عام 1961. وإذا ما عدنا إلى كتاب المؤلف(صراع في السماء) عن تحليل حرب 1948 والموقف العربي فيها نجد أنه ينطبق تماماً على ما حدث في حرب1967. مع اختلاف الملوك والرؤساء في الحربين.
في المقابل كانت إسرائيل تعرف طريقها تماماً. الأهداف الصهيونية واضحة، تنفيذها يتوالى بصبر، جيل يسلم جيل، ويبنى فوق بناء السابقين. قيادات واعية بالعمل الجماعي الفرد يكمل بعمله الآخر. بعيداً عن التناحر والسقوط في شرك المصالح الشخصية الضيقة.
وإن كانت الحرب حدثاً مكروهاً ملئً بالأحزان والخسائر، تضيع فيه أرواح، وتهدر أموال. لكن "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" النساء-19 أشرقت شمس 11 /6 /1967 على مصر بحال غير الحال. فالإرادة التي غابت طويلاً وتوارت ظهرت. والنظرة للأحداث والأمور اختلفت. وصوت الأفعال أصبح أعلى من صوت الكلمات والشعارات. أصبح الجميع على قلب رجل واحد. الهدف ساطع وهو استرداد سيناء وهزيمة الجيش الإسرائيلي. والوسيلة لتحقيق الهدف واضحة هي القتال، والقتال ، ثم القتال. الكل يفنى في العمل من أجل الوصول إلى الهدف. تقهقر أهل الثقة بل نقول فروا مذعورين، وتقدم أهل الكفاءة من رجال مصر، معاهدين أنفسهم على تحقيق النصر ومحو تلك الهزيمة أياً كانت تكاليف هذا النصر.
وكما قلنا أن الهزيمة كان لها فوائد، فقد تحولت نظرة معظم الملوك والرؤساء العرب للعدو الإسرائيلي. وتأكد لهم أن الشعارات والكلمات الرنانة عن عدم اعترافهم بإسرائيل، وأنها عصابات صهيونية لم يمنع إسرائيل أو يعطلها عن تحقيق أهدافها خططها. وحدث تحول في مواقف الدول العربية نحو الحرب التي لابد ستقع مع إسرائيل. وهو وإن كان تحول بقدر غير كافي، فالمعركة تحتاج الكثير، لكنه كان خطوة إلى الأمام بدلاً من الوقوف في نفس المكان.
كانت الفترة من1967 وحتى أكتوبر 1973 مليئة ومشحونة بأحداث جسام وجهود عظيمة. فلا نستطيع أن نتحدث عن حرب أكتوبر 73 مباشرة لأن حرب الاستنزاف 1969 كان لها فضل كبير وأثر بالغ في انتصار أكتوبر.. كما وأننا لو قفزنا إلى حرب الاستنزاف مباشرة سنخفى ونهمل أدواراً بطولية قام بها أبناء مصر جميعاً. لذا سنعرض للأحداث بداية من اليوم التالي لتنحي الرئيس عبد الناصر وتمسك الشعب به قائداً.
نوبـة صحيـان : بدأ الرئيس جمال عبد الناصر يوم 11 يونيو بإعادة تنظيم وبناء القوات المسلحة، واتخذ في سبيل تحقيق ذلك عدة قرارات، فقام بإعفاء المشير عبد الحكيم عامر من منصبه وتعيين الفريق أول/ محمد فوزي قائداً عاماً للقوات المسلحة والفريق/ عبد المنعم رياض رئيساً للأركان، وقام بإعفاء قادة القوات الجوية والبحرية والبرية وبعض قادة آخرين. وكان هذا الاختيار موفقاً تماماً في ذلك التوقيت وتلك الظروف.
فالفريق أول/ محمد فوزي كان شخصية جادة لا يتهاون في العمل ومعروف بين الضباط بالشدة والانضباط العسكري وقد يصل إلى حد القسوة، وكان هذا مطلوباً بشدة بعد سريان الاستهتار وعدم الالتزام في القوات المسلحة التي قاربت علي الانهيار نتيجة لحرب اليمن، ولتوزيع بعض الضباط في أعمال مدنية وفى جهات خارج القوات المسلحة، ونتيجة لسياسة المشير/ عامر ورجال مكتبه المقربين.. كما أن الفريق/ عبد المنعم رياض كان من الضباط ذوى الثقافة والاطلاع، واسع الأفق وله نظرة علمية في تحليل المواقف، وهو ما كان يكمل به الفريق أول/ فوزي في أعمال التخطيط والتدريب والعمليات.
وتم تعيين الفريق طيار/ مدكور أبو العز قائداً للقوات الجوية بعد أن أودعت القيادة السابقة في السجن تمهيداً للمحاكمة العسكرية. وكان الفريق/ مدكور هو الرجل الثاني في القوات الجوية حتى عام 1963 ثم أصبح محافظاً لأسوان حتى عاد إلى القوات الجوية مرة أخرى قائداً لها في 11 يونيو 1967.
وجاءت القيادة الجديدة وأمام عينيها هدفان رئيسيان :- الأول : لم شمل القوات المبعثرة ومحاولة تجميعها في وحدات منتظمة وتمركزها في أماكن محددة، حتى يمكنها الدفاع كحد أدنى عن الضفة الغربية لقناة السويس على أن يتم هذا بأسرع ما يمكن. ويذكر للقيادة الجديدة أنها نجحت في هذا أيما نجاح. فمن قوات مبعثرة إلى فرق وألوية كاملة التنظيم والإعداد ولم يستغرق هذا إلا شهور.
| |
|
رجل المستقبل عضو سوبر
عدد المساهمات : 1285 تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 51
| موضوع: رد: تابع من معارك اكتوبر الجوية 26/5/2009, 4:31 am | |
| مشششششششششششكككككككككككككووووووووووووررررررر | |
|