أعداد ضخمة من الإصابة، وقليلة من الوفيات... بهذه الكلمات طمأن الدكتور حسن البشري الحضور في المؤتمر الصحفي العاجل بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة الثلاثاء 28 أبريل 2009 حول إنفلونزا الخنازير، وأكد الدكتور بوصفه مدير مكافحة الأمراض المستجدة والأوبئة بالمنظمة عدم وجود تخيل لسيناريو محدد في حال بدء المرض في مرحلة الاجتياح، وقال: "انتقلنا إلى المرحلة الرابعة، حيث أصبح للفيروس القدرة على الانتقال بين البشر، ولم نصل إلى مرحلة اعتبار المرض وباء، لكن العالم بأسره مستعد لمواجهته، فقد كنا نتوقع حدوثه منذ عام 2003".
وأضاف: "لا يوجد أي حالات للإصابة بالمرض في إقليم المتوسط حتى الآن، ومنظمة الصحة لديها مخزون من علاج الأنفونزا المعروف تجاريا بأسم "التاميفلو" يكفي لـ300000 مصاب".
وتابع حديثه بنبرة صارمة:"العلاجات لا تكفي، واللقاح غير موجود... لذا فلابد للأفراد أن يلجئوا إلى الإجراءات الوقائية، مثل غسل اليدين ووضع اليد على الفم أثناء العطس، تجنب المصافحة باليد أو التقبيل، الابتعاد عن الأماكن المزدحمة مثل الملاعب ودور السينما أو ارتداء قناع وغيرها من الإجراءات".
ورأى الدكتور أن الإجراء الأهم هو عمل كل ما يمكن لإبطاء سرعة انتشار المرض، وذلك حتى تتوفر للباحثين القدرة على فصل الفيروس ومن ثم عمل اللقاح وتوفيره بكميات كافية، وشدد في ختام كلمته على أهمية التزام الدول بالشفافية والإفصاح عن الحالات، وتبادل المعلومات، والعينات الخاصة بالفيروس للمساعدة في عمل اللقاح، وأكد على دور الإعلام قائلا: "نريد وعيا لا ذعرا وتوعيةً لا هلعا".
الشرق الأوسط نظيف
وبنفس الأسلوب المطمئن نفى الدكتورحسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط وجود أي حالات إصابة في الشرق الأوسط، قائلا: "يوجد حتى اليوم 149 حالة وفاة في المكسيك، فقط 26 حالة تم تأكيد وفاتهم بفيروس إنفلونزا الخنازير، وفي الولايات المتحدة يوجد 40 حالة إصابة ولا يوجد وفيات، وهذا يدل على أن الفيروس أصبح أقل ضراوة، حتى إن هناك عددا من الحالات تحسنت بلا أخذ علاج".
ودعا إلى تكثيف الاستعدادات لمواجهة المرض، مؤكدا أن إغلاق الحدود وفرض قيود على السفر لن يكون مفيدا في الوقت الراهن، إلا انه من الضروري متابعة فحص القادمين من وإلى الدول المنكوبة، حيث يتم قياس دراجة حرارة جسم المسافر بواسطة الأشعة تحت الحمراء ومنع أي شخص يشتبه في إصابته، ولم يتم البدء في تطبيق هذا الفحص حتى الآن في دول الإقليم.
النفي أم الاستئصال للخنازير
وفي سؤال حول مصير الخنازير رأى الدكتور الجزائري أن وجود المزارع بالقرب من المناطق السكانية يشكل خطرا، لذا فمن الأفضل نقلها خارج حدود المدن أو التخلص منها تماما، مؤكدا أن دور المنظمة لا يتخطى تقديم النصح وتوفير المعلومات والخطط للدولة، ولا تملك المنظمة صلاحية فرض الرأي على الدول.
وقد أعلنت منظمة الصحة أن عدد الإصابات المؤكدة بمرض إنفلونزا الخنازير في العالم ارتفع إلى 73 حالة إصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، بينما تأكد اكتشاف حالتين في أسكتلندا، بحسب تأكيدات مسئولين في قطاع الصحة هناك.
الإصابات حتى الآن
وإنفلونزا الخنازير هي مرض صدري حاد شديد العدوى يصيب الخنازير، ينتج عن واحد من الفيروسات العديدة لإنفلونزا الخنازير من النوع "أ"، وتعتبر نسبة انتشار المرض عالية، بينما تنخفض نسبة الوفيات (1-4%)، وتنتشر الفيروسات بين الخنازير عن طريق الرذاذ، والاتصال المباشر وغير المباشر، والخنازير الحاملة للمرض التي لا تظهر عليها الأعراض.. تقوم العديد من الدول بشكل روتيني بتحصين الخنازير ضد إنفلونزا الخنازير.
وفيروسات إنفلونزا الخنازير هي في العادة من النوع الفرعي "H1N1"، لكن أنواعا فرعية أخرى تنتشر بين الخنازير (على سبيل المثال: H1N2 ، H3N1 ، H3N2) كما يمكن للخنازير أيضا أن تصاب بفيروسات إنفلونزا الطيور، والإنفلونزا الموسمية التي تصيب الإنسان، إضافة لفيروسات إنفلونزا الخنازير، ويعتقد أن الفيروس (H3N2) قد انتقل إلى الخنازير أولا من الإنسان.
وفي بعض الأحيان تصاب الخنازير بأكثر من نوع من الفيروسات في وقت واحد؛ مما يسمح لجينات تلك الفيروسات بأن تختلط؛ مما يؤدي إلى ظهور فيروس للإنفلونزا يحتوي على جينات من أكثر من مصدر، وعلى الرغم من أن فيروسات إنفلونزا الخنازير هي عادة من أنواع متخصصة تصيب الخنازير فقط، فإنها تتخطى حاجز النوع لتسبب المرض للإنسان.
الإصابات في بعض دول العالم:
المكسيك: تأكد وفاة 26 شخصا حيث يشتبه في وفاة 149 آخرين بالمرض.
الولايات المتحدة: تأكد إصابة 40 شخصا غالبيتها في نيويورك.
كندا: تأكد إصابة 6 أشخاص، وظهرت أعراض قريبة من المرض على عدد يتراوح بين 10 و12 حالة.
إسبانيا: تأكد إصابة شخص.
أسكتلندا: تأكد إصابة شخصين، في الوقت التي أعلنت عن وفاة 103 حالات جراء المرض، كما كشفت عن الاشتباه بحوالي 1614.
اشتباه في حالات في إسرائيل والبرازيل وجواتيمالا وبيرو وأستراليا ونيوزيلاندا.
كوريا الجنوبية: تأكد إصابة شخص.