أشرف صالح عضو سوبر
عدد المساهمات : 1048 تاريخ التسجيل : 16/04/2009 العمر : 59 الموقع : أورمان طلخا للتعليم الأساسى ( ابتدائى )
| موضوع: النهر الصغير 21/5/2009, 6:43 am | |
| كــان النهرُ الصغير، يجري ضاحكاً مسروراً، يزرع في خطواته الخصبَ، ويحمل في راحتيه العطاء.. يركض بين الأعشاب، ويشدو بأغانيه الرِّطاب، فتتناثر حوله فرحاً أخضر..
يسقي الأزهار الذابلة، فتضيء ثغورها باسمة. ويروي الأشجار الظامئة، فترقص أغصانها حبوراً ويعانق الأرض الميتة، فتعود إليها الحياة.
ويواصل النهر الكريم، رحلةَ الفرحِ والعطاء، لا يمنُّ على أحد، ولا ينتظر جزاء..
وكان على جانبه، صخرة صلبة، قاسية القلب، فاغتاظت من كثرة جوده، وخاطبته مؤنّبة:
-لماذا تهدرُ مياهَكَ عبثاً؟!
-أنا لا أهدر مياهي عبثاً، بل أبعث الحياة والفرح، في الأرض والشجر، و..
-وماذا تجني من ذلك؟!
-أجني سعادة كبيرة، عندما أنفع الآخرين
-لا أرى في ذلك أيِّ سعادة!
-لو أعطيْتِ مرّة، لعرفْتِ لذّةَ العطاء .
قالت الصخرة:
-احتفظْ بمياهك، فهي قليلة، وتنقص باستمرار.
-وما نفع مياهي، إذا حبستها على نفسي، وحرمْتُ غيري؟!
-حياتكَ في مياهكَ، وإذا نفدَتْ تموت .
قال النهر:
-في موتي، حياةٌ لغيري .
-لا أعلمُ أحداً يموتُ ليحيا غيره!
-الإنسانُ يموتُ شهيداً، ليحيا أبناء وطنه.
قالت الصخرة ساخرة:
-سأُسمّيكَ بعد موتكُ، النهر الشهيد!
-هذا الاسم، شرف عظيم.
لم تجدِ الصخرةُ فائدة في الحوار، فأمسكَتْ عن الكلام.
**
اشتدَّتْ حرارةُ الصيف، واشتدّ ظمأُ الأرض والشجر والورد، و..
ازداد النهر عطاء، فأخذَتْ مياهه، تنقص وتغيض، يوماً بعد يوم، حتى لم يبقَ في قعره، سوى قدرٍ يسير، لا يقوى على المسير..
صار النهر عاجزاً عن العطاء، فانتابه حزن كبير، ونضب في قلبه الفرح، ويبس على شفتيه الغناء.. وبعد بضعة أيام، جفَّ النهر الصغير، فنظرَتْ إليه الصخرةُ، وقالت:
-لقد متَّ أيها النهر، ولم تسمع لي نصيحة!
قالت الأرض:
-النهر لم يمتْ، مياهُهُ مخزونة في صدري.
وقالت الأشجار:
-النهر لم يمتْ، مياهه تجري في عروقي
وقالت الورود:
-النهر لم يمت، مياهه ممزوجة بعطري.
قالت الصخرة مدهوشة:
لقد ظلَّ النهرُ الشهيدُ حياً، في قلوب الذين منحهم الحياة!
***
وأقبل الشتاء، كثيرَ السيولِ، غزيرَ الأمطار، فامتلأ النهرُ الصغير بالمياه، وعادت إليه الحياة، وعادت رحلةُ الفرح والعطاء، فانطلق النهر الكريم، ضاحكاً مسروراً، يحمل في قلبه الحب، وفي راحتيه العطاء.. | |
|
كريم أشرف عضو سوبر
عدد المساهمات : 777 تاريخ التسجيل : 31/05/2009 العمر : 28
| موضوع: رد: النهر الصغير 5/6/2009, 5:57 pm | |
| جميلة اووووى القصة بارك الله فيك | |
|
Omaima Admin
عدد المساهمات : 479 تاريخ التسجيل : 12/04/2009
| موضوع: رد: النهر الصغير 6/6/2009, 1:11 am | |
| العطاء..... هذا هو المعني المستخلص من الحكاية الجميلة والتي ذكرتي ايضا بالحكاية المشهورة " التينة الحمقاء " وللعطاء معاني كثيرة لا نستطيع فصلها مثل الكرم والتضحية والايثار وادخال السرور علي الغير .... العطاء هو طريق الحب .. فمن اراد ان ينعم بالحب فليبدأ اولا بالعطاء كما بدا لنا في سطور القصة ويجب ان نتعلم العطاء فقط لوجه الله دون انتظار لمردوده ولا ننسي ابدا قول رسول الله
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك, وإن تمسكه شر لك, ولا تلام على كفاف, وابدأ بمن تعول, واليد العليا خير من اليد السفلى) | |
|
رجل المستقبل عضو سوبر
عدد المساهمات : 1285 تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 51
| موضوع: رد: النهر الصغير 6/6/2009, 4:49 am | |
| بارك الله فيك يا بو كريم وزادك علما | |
|
أشرف صالح عضو سوبر
عدد المساهمات : 1048 تاريخ التسجيل : 16/04/2009 العمر : 59 الموقع : أورمان طلخا للتعليم الأساسى ( ابتدائى )
| موضوع: رد: النهر الصغير 6/6/2009, 8:29 am | |
| اشكر لكم مروركم بالقراءةويارب نكون في تواصل مستمر | |
|