[center]أسامةُ تلميذٌ في الصفّ الرابع
وأخته أسماءُ تلميذةً في الصفّ الثالث
أسامةُ ذكيٌّ ومجتهد .
أسماءُ ذكيّةٌ ومجتهدة .
أسامةْ يحبُّ أخته، وينافسها في كلّ شيء.
وأسماءَ تحبُّ أخاها، وتنافسه في كلِّ شيء .
تارةً يتباريانِ في الإملاء
وتارةً يتباريان في الرسم.
وتارة يتباريانِ في التعبير .
و..
مرّةً يفوزُ أسامةُ، فتهنّئهُ أسماء .
ومرّةً تفوزُ أسماءُ، فيهنّئها أسامة.
وكانت أمُّهما المعلّمةُ، تعجبُ بهما، وتشجّعهما على هذا التنافس البريء..
وفي هذا الصباح، استيقظ أفرادُ الأسرة ،
وشرعوا يستعدّون للذهاب إلى المدرسة، فقالت أسماءُ لأخيها:
-أنتَ بطيءٌ في ارتداءِ ثيابك، ولن أنتظركَ بعد اليوم .
-أنا أسرعُ منكِ في ارتداء الثياب .
-دائماً أنتهي قبلكَ وأنتظركَ.
-أستطيعُ أن أثبتَ لكِ، أنني أسرعُ منك .
-كيف؟!
-نجري مباراةً في ارتداء لباسنا المدرسيّ.
أعجبَ الاقتراحُ أسماءَ، فقالت متحمّسة:
-أنا موافقة
-ومَنِ الحكم؟
وتحمّستِ الأُمُّ للمباراة، فنظرَتْ إلى ساعتها، ثم رفعتْ رأسها، وقالت:
-أنا أحكمُ بينكما.
جلبَتْ أسماءُ لباسها المدرسي .
وجلبَ أسامةُ لباسه المدرسي .
مدّ أسامةُ يدَهُ، وقبل أنْ يلمسَ ثيابه، قالتِ الأْمُّ:
-أبعدْ يدَكَ، حتى أُعلنَ بدءَ المباراة .
رفع أسامةُ يده، مطيعاً أَمرَ الحَكَمْ
وقفَتْ أسماءُ، وأمامها لباسها .
ووقفَ أسامةُ، وأمامه لباسه .
أعلنتِ الأُمّ بَدْءَ المباراة، فسارعَ الاثنانِ إلى ثيابهما، يلبسانها بخفّةٍ ونشاط..
وعندما لبس أسامةُ صدارة المدرسي، أدخل الزرّ الأوّلَ، في العروة الثانية، وتابع التزرير، حتى بلغ الزرّ الأخير، فلم يجدْ له عروة، ورأى صداره، طويلاً من جانب، قصيراً من الآخر!
أدركَ خطأَهُ سريعاً، وأخذ يفكّ الأزرارَ، وعندما فرغ منها، بدأ يزرّها ثانية، ولكنه في هذه المرّة، تأكّدَ من صِحَّةِ البداية، فوصل إلى نهايةٍ صحيحة، ورأى طرفي الصدار متساويين.
وحينما رفع رأسه، وجد أُمّهُ وأخته، تنظرانِ إليه وتبسمان..
قالت أسماء:
لقد خسرْتَ المباراة!
قالت الأُمُّ:
أخوكِ ربح درساً نافعاً.
أيّ درسٍ تقصدين؟
الدرس الذي تعلّمه من الزرِّ الأوَّل .
أطرق الأخوانِ صامتين، يفكّرانِ في كلامِ الأُمّ، وعندما فهما ما تعنيه، أشرق الفرحُ على الوجوه، وانطلق الجميعً إلى المدرسة مسرورين، فقد أخذوا درساً قبل أنْ تفتح المدرسةُ أبوابها! [/center]