انصرفَ التلاميذُ من المدرسة، وسار الصديقانِ، أحمدُ وغزوان، في طريق واحد..
قال غزوان:
-تعالَ إليَّ اليومَ، لندرسَ معاً
-متى أجيء؟
في الساعة الرابعة .
وافترق الصديقانِ، فذهب كلُّ واحدٍ إلى بيته..
وفي الموعد المحدّدِ، استقبل غزوانُ، صديقة أحمد، وأخذ يحدّثهُ، عن زملاء المدرسة، فيغتاب هذا، ويعيبُ سلوكَ ذاك..
قال أحمد، محاولاً إنهاءَ الحديث:
-ألا نبدأُ بالدراسة؟
-الوقتُ أمامنا طويل.
-الوقتُ من ذهب، وعلينا أن ننفقه فيما يفيد.
-ألم يعجبْكَ حديثي؟!
سكتَ أحمدُ خجلاً..
وتابع غزوانُ الكلام، فتحدّثَ عن إخوته، وألعابهم، وخلافاتهم، و..
شعر أحمد بالصداع، وألقى نظرة على ساعته، فوجدها تشير إلى الخامسة، فرفع رأسه، وقال غاضباً:
-أتدري ماذا أضعْتُ عندك؟
-ماذا أضعْتَ؟
-أضعْتُ ساعةً ذهبيّة!
فوجئَ غزوانُ، ونهض مسرعاً، يبحثُ عنِ الساعة، فوق المكتب، وبين الدفاتر، و..
أحمدُ يراقبه صامتاً..
لم يعثرْ غزوانُ على شيء، فقال يائساً:
-لم أجدِ الساعة
-لن تجدها، مهما بحثت
ونظر غزوانُ إلى صديقه، فرأى ساعته في معصمه!
قال ساخراً:
-أهذه ساعتك الضائعة!؟
الساعة الضائعة غير هذه .
-وهل هي من ذهب؟
-نعم، إنها من ذهب .
وانقطع الكلام، وساد الصمت، وظلّ اللغزُ غامضاً.. أحمد لم يكذبْ، فقد أضاعَ ساعةً ذهبية.
وغزوان لن يجدَها، مهما بحث عنها!
-ما الساعة الذهبية التي أضاعها أحمد؟!
أطرق غزوان، يفكّرُ حائراً..
فكّروا معه قليلاً، فقد تصلون قبله إلى الجواب.
[center]