معاوية بن ابي سفيان من عظام الرجال في تاريخ الاسلام و شخصية اثارت الكثير من الجدل غير ان الاكيد ان اثره خالد في تاريخ الاسلام و لمسته واضحة في سماءه .
له يرجع الفضل في انشاء اسطول المسلمين البحري و كان اول رجل مسلم ركب البحر غازيا و فتح قبرص و هيء الارضية للجيش الاسلامي للسيطرة على البحر المتوسط الذي كان منطقة نفوذ رومانية .
كما يرجع له الفضل في التاسيس لولاية اسلامية قوية في بلاد الشام حين كان واليا عليها ايام عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان كانت بمثابة الحصن المنيع امام التهديدات الرومانية .
و يرجع له الفضل في انشاء دولة اموية قوية فتحت الاصقاع ووصلت بالاسلام الى مشارق الارض و مغاربها.
لكن ما ياخذ على هذا الرجل مخالفته للامام علي و التنازع معه في قضايا الدولة الاسلامية و اخذه اهل العراق بالقوة عن طريق واليه زياد بن ابيه ثم تركه الخلافة لابنه يزيد رغم علمه انه ليس اصلح الناس لهذا المنصب و كان بذلك البعد عن فضيلة قامت عليها الخلافة الراشدة و هي مبدا الشورى و اغتياله بعض من خشي منهم على الحكم.
لكن الحق يقال فهو في خلافه مع الامام علي كان يدافع عن فكرة و لو انها خاطئة لان التنازل عن فكرة خشية الفتنة كان اولى لم ينادي بنفسه خليفة على المسلمين طيلة خلافة الامام علي وعامل اهل الامام معاملة راقية بعد ان تنازل له الامام الحسن على الخلافة و قدم فدية للروم ضمن بها عدم اخذهم للمسلمين غدرا اثناء فترة الخلافات كدليل خوفه على امته .
امتاز معاوية بجمعه القيادة السياسية و العسكرية و الادارية في آن واحد كما امتاز بحلمه و عدله مع الرعية رغم انه لم يكن بدرجة عدل الخلفاء الراشدين و درجة احتكاكهم برعيتهم و سهرهم عليها الا انه ترك بينه و بين الرعية شعرة فان هم شدوها ارخى طرفها الآخر و ان ارخوها شدها كما يقول كما امتاز بجعله للحكم ابهة لم تميز حكم الراشدين خاصة بعد نقله الخلافة من المدينة المنورة الى الشام .
ذاك هو معاوية بايجابياته و سلبياته بما اخطا و ما اصاب فيه و لا يجوز لاحد الطعن في رجل كان كاتبا للوحي و الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز لخطوة مشاها معاوية مع رسول الله (ص) خير من خلافتي و ما فيها او محاسبته فيوم القيامة يحاسبه الله عما فعله في دنياه فلا يحق لاحدنا الاساءة اليه فله حسناته و له سيئاته لكن للامانة التاريخية ذكرت شخصيته من كل جوانبها و قيمنا ادائه كرجل دولة و خليفة للمسلمين و الاكيد انه ترك ارثا للمسلمين لا نحرم امتنا من جوانبه الايجابية فمهما كانت خلافات الماضي من حقنا النظر لتاريخنا من جوانبه الايجابية و الافادة من اخطاء الاسلاف .