بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كلمة الرئيس المؤمن جمال عبد الناصر رحمه الله في مدح خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
كلمة البكباشى جمال عبد الناصر فى هيئة التحرير العامة بميدان الجمهورية
بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ١٨/١١/١٩٥٣
أيها المواطنون:
السلام عليكم ورحمة الله..
الحمد لله نور السماوات والأرض. الحمد لله الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أرسله الله رحمة وبشرى للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم سواء السبيل.
أيها المسلمون:
إن كان للإنسانية يوم تفخر به على الزمان، وإن كان للبشرية عيد تحتفل به على مر الأيام، فإن أكرم يوم وأعز عيد فى تاريخها هو يوم أن تطهرت الأرض من الشرك والوثنية، يوم أن تحررت الإنسانية من الذل والعبودية، يوم أن سمت البشرية فتخلصت من مادية الأرض لتعتنق روحانية السماء، هو يوم مولدك يا رسول الله.
سيدى يا رسول الله.. ما أطيب الحديث عنك، وما أجمل التأمل فى سيرتك، فما أشبه الليلة بالبارحة، وما أحوج عالم اليوم إلى نورك وما أحوجه إلى روحك، فقد ضل الناس وبغوا فى الأرض، وضاع الحق بينهم وساد الباطل فيهم. إن كنت قد رحلت عنا فقد تركت لنا سيرة عاطرة امتلأت بصور وذكريات خالدة، تنير لنا الطريق وتفتح أمامنا أبواب الأمل والرجاء. تركت لنا تاريخاً سطرت على كل صفحة من صفحاته حكمة وعبرة، فما أحوجنا اليوم إلى أن نتذكر كل يوم من أيامك. ونذكر يوم أن أقبل أصحاب الفيل يريدون ببيت الله شراً فرماهم ربهم بحجارة من سجيل، وجعل كيدهم فى تضليل.
وعجب القوم وما علموا أن للبيت رباً يحميه، وإنه كان بجوار البيت نور من عند الله تحمله أفضل نساء قريش، فكان مولدك رحمة لقومك ونذيراً للمشركين وبشرى للعالمين.
أم نذكر يوم رأيت قومك وقد عكفوا على أصنامهم عابدين، وكنت تحس فى أعماق نفسك الطاهرة بأن هناك إلهاً يجب أن يعبد، فسمت روحك تبحث عن طريق الله، فإذا بك وحيداً فى غار حراء، وإذا بجسدك الطاهر يضطرب ويهتز، ويملأ سمعك قول كريم: (اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذى علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم).(١)
أم نذكر يوم أن انتفضت من نومك وقد بلل العرق جبينك لتسمع صوت السماء يدوى:
( يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر)(٢)، فزادت حيرتك وعظم روعك، وقمت تطلب العون بطوافك حول الكعبة، وترجو المعرفة عند ورقة بن نوفل؛ فيقول لك: