استطاع في سنة 1938 تقديم نموذج لآلة قابلة للبرمجة تساعد المهندسين في العمليات الحسابية المعقدة ، و صُممت الآلة من الصفيح و بلغ حجمها حجم قاعة كبيرة للعروض تم توصيلها بالكهرباء ، و لكن ذلك الجهاز كان يعاني من عدم دقة الأداء مما دفعه ان يكتب في إحدى مذكراته عبارة "الآلة جاهزة لكنها لا تشتغل بشكل جيد" ، و في سنة 1940 حاول التغلب على الثغرات الوظيفية بتوظيف عمل حسابي إلكتروني ..
و رغم فشل النموذج الأول لجهازه لم ييأس المخترع الألماني واستمر في بحوثه و اختباراته إلى أن قادته تجاربه العلمية سنة 1941 إلى أول جهاز إلكتروني قابل للبرمجة يعمل بشكل جيد و يوازي من حيث المبدأ الحواسب التي تستخدم حاليا ، عرفت آلته الجديدة التي اعتبرت آنذاك ثورة علمية تحت إسم "Z 3" ، و هو أول جهاز يجري عمليات حسابية ناجحة و يقوم بتخزين نتائجها ، لكن الجهاز الجديد كان حجمه يوازي حجم خزانة و يحتوي على ما يقارب 2000 من ملفات الوصل الشبيهة بتلك المستخدمة في أجهزة الهاتف ، و تميزت آلة زوسه بقابليتها للبرمجة عن طريق برامج موضوعة على كروت مثقبة ..
اعتبر العام 1941 منعطفا مهما في تاريخ المخترع الألماني ، إلا أنه تم الاختلاف حول اعتبار تلك الفترة عام و لادة تقنيات الحاسوب ، فالبعض يرى أن آلة زوسه لا يمكن اعتبارها حاسباً آلياً بالمعنى الحديث لكونها ليست متعددة الأغراض ، فهي كانت معدة لأداء نوع معين من الوظائف فقط ، غير أن هذا لا ينفي كونها مهدت الطريق لمزيد من الإنجازات في هذا المجال ..