استقر وضع إنفلونزا الخنازير في المكسيك البلد الأكثر إصابة، إلا أن وضعها في الإعلام لم يستقر بعد، ففيما يصرح وزير الصحة المكسيكي بأن الفيروس "في مرحلة التراجع" في بلاده، تروج الصحف لسيناريوهات تتوقع موت نصف سكان العالم بالفيروس.
وبالنظر إلى واقع الفيروس عالمياً نجد أن من بين 1124 إصابة توفي 26 شخصا فقط، منهم 25 بالمكسيك، وحالة وفاة واحدة في أمريكا. ويتحسن المصابون بالفيروس خارج المكسيك في معظم الأحوال بلا علاج، ولم يضطر لدخول المستشفى أكثر من حفنة مصابين، حسب منظمة الصحة العالمية.
فيما يصر الإعلام على تصوير فيروس H1N1 على أنه "كوليرا القرن الجديدة"، تقتل الإنفلونزا الموسمية سنويا من 250 إلى 500 ألف شخص على مستوى العالم من بينهم 36000 أمريكي وفق مركز مقاومة الأمراض الأمريكي.
وأكد وزير الصحة المكسيكي الإثنين 4/5/2009 أن الإنفلونزا بدأت تنحسر في بلاده، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد أي دليل على التفشي المستمر له في المجتمعات خارج أمريكا الشمالية بشكل وبائي، بل إنها أيضا لا توصي بفرض أيّة قيود على حركة السفر العادية أو غلق الحدود بين الدول.
ماذا لو؟
ومن منطلق "اعرف عدوك تأمن خطره".. تعرف على المواقف المختلفة التي قد تواجهك، وكيف يمكنك التصرف بها.. فماذا لو؟
أمكن انتقال الفيروس بين الخنازير والبشر؟
اعتقدت أنني مصاب بالمرض؟
تأكدت إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض؟
أردت أن أذهب إلى بلد موبوءة بالمرض؟ أو بدأ الوباء في بلدي؟
تحولت أنفلونزا الخنازير إلى وباء؟
أمكن انتقال الفيروس بين الخنازير والبشر؟
حتى الآن رصدت حالة واحدة في كندا انتقل فيها الفيروس من الإنسان إلى الخنزير، لكن هناك عدة إجراءات احترازية يمكن أن تتخذ للحد من حدوث هذا الانتقال وهي كالتالي:
تطعيم الخنازير ضد الإنفلونزا الموسمية، مع الوضع في الاعتبار أن هذا التطعيم لا يكسب مناعة كاملة ولكن يحد من انتقال الفيروس من الحيوانات المصابة وبهذا يقلل احتمال تعرض الإنسان للعدوى .
تطعيم المتعاملين مع الخنازير بلقاح ضد الإنفلونزا العادية وهذا قد يعطي بعض المناعة لهم .
إبعاد المخالطين للخنازير عن الحظائر في حالة ظهور أعراض الأنفلونزا حتى نقلل من احتمالات عدوى الخنازير بفيروس إنفلونزا الإنسان الموسمية.
إتباع طرق التكييف الهوائي الذي يقلل من إعادة انتشار الهواء الملوث في غرف الحيوانات والإنسان .
يتوجب على العاملين في حظائر الخنازير ترك ملابسهم الملوثة في أماكن العمل وعدم أصطحابها للمنزل، والتقليل من وضع اليد على الوجه، وتوفير أماكن ملائمة لغسل اليدين بعد انتهاء العمل.
اعتقدت أنني مصاب بالمرض؟
لابد أن نضع في الحسبان أن أعراض إنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا الموسمية العادية، وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وسعال، وألم في العضلات، وإجهاد شديد. ويزيد على ذلك أن هذه السلالة الجديدة قد تسبب الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية.
وفي حالة الشعور بتلك الأعراض سارع بالاتصال بطبيبك الخاص أو أقرب وحدة صحية للإبلاغ حتى يتسنى للأطباء معرفة مدى إصابتك بالفيروس من عدمها.
ولحين أن تقوم بذلك يتوجب عليك البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى الأماكن المزدحمة كالأسواق والشوارع ووسائل النقل وأماكن العمل والمدارس.
وتنصح منظمة الصحة العالمية في مثل هذه الحالات بالراحة الكاملة وتناول الكثير من السوائل، كالليمون والمشروبات الساخنة، وتغطية الفم والأنف خاصة عند السعال والعطس، والتخلص من الأقنعة والمناديل الورقية المستخدمة بشكل دوري بعد استعمالها مباشرة.
تأكدت إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض؟
يجب فصل الشخص المصاب بالفيروس عن الآخرين، بمسافة لا تقل عن متر مربع. وإذا تم التعامل مع المصاب عن قرب يجب ارتداء قفازات وقناع واق على الفم والأنف، على أن يتم التخلص منها أو تعقيمها بعد الانتهاء مباشرة، وغسل الأيدي بالماء والصابون بشكل دوري. وتجنب لمس العين أو الأنف في حالة تلوث اليدين منعا لانتشار الجراثيم.
التهوية الجيدة من خلال الأبواب والنوافذ مفيدة للمريض.
إذا كنت تعانى أنت أو أحد أفراد أسرتك من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا أبلغ الطبيب المعالج بذلك.
أردت أن أذهب إلى بلد موبوءة بالمرض؟ أو بدأ الوباء في بلدي؟
يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة ومنها لبس الأقنعة الواقية في الأماكن المزدحمة كالأسواق والشوارع ووسائل النقل.
يجب تجنب المصافحة والتقبيل أو استخدام أواني الغير، كما يجب غسل الأيادي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم الواحد وعدم البصق في الأماكن العامة لأن هذا الفعل قد ينشر الفيروسات في الفضاء التي تدخل بدورها إلى المجاري التنفسية للأصحاء أثناء عملية التنفس.
تحولت أنفلونزا الخنازير إلى وباء؟
السيطرة التامة على مثل هذه الأوبئة ليست مهمة سهلة بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية؛ وإذا حدث هذا التفشى لابد أن نضع في عين الاعتبار بعض النقاط العامة التي ربما تلعب دوراً مهماً في احتواء وتحجيم الأمراض السارية والمعدية كمرض إنفلونزا الخنازير أو غيره ومنها:
التوعية والتثقيف الصحي واتباع أساليب الحيطة والحذر والترقب، وهي ضروريات مبدئية يمارسها الجميع من أجل كشف الحالات المرضية الجديدة والتعامل السريع معها من أجل تجنب العدوى.
التخلص السريع من الخنازير المصابة أو المشتبه بإصابتها أو المخالطة لهاوعدم لمسها أو الاقتراب منها أو أكل لحومها بأي شكل من الأشكال.
إجراء التحاليل المختبرية على الحالات المشتبه بها وعزل المرضى في مستشفيات خاصة وتقديم العلاج اللازم لهم وهو (في الوقت الحاضر) نفس الدواء المستخدم في معالجة مرض إنفلونزا الطيور وهو ما يسمى بعقار “تامي فلو”.
في المناطق الموبوءة يجب غلق الأماكن التي يزدحم فيها الناس كالمدارس والجامعات والنوادي والمطاعم وأماكن العبادة لتجنب انتقال العدوى بين الناس.
التطعيم ضد المرض ضروري من أجل زيادة مناعة الجسم ضد هذه الفيروسات الهجينة ولكن توفر الكميات الكافية للقاح الجديد يتطلب بعض الوقت وقد يستخدم اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية كبديل مؤقت لحين توفر اللقاح الصحيح.