واصل فيروس إنفلونزا الخنازير انتشاره في مختلف دول العالم؛ لتتسع رقعته مساء اليوم الخميس لتشمل ست ولايات أمريكية جديدة، وظهور 3 إصابات جديدة في بريطانيا، واشتباه في إصابة بأيرلندا؛ ليصل عدد الإصابات بالفيروس عبر العالم إلى نحو 236 معظمهم في المكسيك؛ وذلك في الوقت الذي قالت وكالة الصحة العامة في ولاية كولورادو الأمريكية اليوم إنه تم تحديد أول حالتين مؤكدتين لإنفلونزا الخنازير في الولاية، بعد قليل من إعلان ولايات مينيسوتا وجورجيا ونبراسكا عن ظهور أول إصابات في أراضيهم، ليرتفع إجمالي الإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة إلى أكثر من 111 حالة.
وأعلنت هولندا عن ظهور أول حالة إصابة بمرض إنفلونزا الخنازير، كذلك أعلنت بريطانيا اليوم عن ظهور 3 إصابات جديدة فيها؛ ليرتفع عدد إجمالي الإصابات في مختلف أنحاء العالم -بحسب منظمة الصحة العالمية- إلى 236 حالة معظمها في المكسيك، وظهرت سلالة إتش1 إن1 من إنفلونزا الخنازير في المكسيك، وقتلت ما يصل إلى 176 شخصا في ذلك البلد.
ورغم ذلك أعلنت المنظمة أنه لا يوجد دليل يشير حتى الآن إلى أنه ينبغي أن ترفع تحذيرها من الوباء إلى أعلى مستوى، وهو السادس، بعد إعلان المستوى الخامس الذي يشير إلى أن تفشي المرض على نطاق عالمي بات وشيكا.
وقال كيجي فوكودا القائم بأعمال مساعد المدير العام للمنظمة في تصريحات صحفية: إنه "لا يوجد دليل يشير إلى ضرورة رفع مستوى تحذيرها من الوباء"، مضيفا أن شركة الأدوية السويسرية روش أوضحت أنها تعزز عمليات إنتاج عقار تاميفلو للتعامل مع انتشار المرض.
إجراءات مشددة
ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: إن وزارتها تتابع عن قرب تطور انتشار الفيروس، وتراجع بشكل متواصل نصائحها إلى الأمريكيين الذين يخططون للسفر أو الإقامة خارج الولايات المتحدة.
وأضافت كلينتون، خلال جلسة استماع أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، أن وزارة الخارجية خصصت فريقا لمراقبة كيفية تعامل حكومات الدول الأخرى مع المرض، ودرجة استعداداتها لمواجهته، وإمكانية تقديم المساعدات لها.
وفي الجانب الأوروبي، دعت المفوضة الأوروبية للشئون الصحية الأوروبيين إلى تجنب الهلع والذعر من احتمالات انتشار وباء إنفلونزا الخنازير.
ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه وزراء من الاتحاد إلى عقد جلسة طارئة لبحث كيفية السيطرة على الوباء ومكافحته، وقالت المتحدثة باسم مفوضة الصحة أندرولا فاسيليلو: "علينا أن نكون متيقظين منتبهين، ولكن دون أن نكون مذعورين وهلعين، كما أن علينا أن نكون مستعدين".
ويجتمع وزراء الصحة في دول الاتحاد لبحث تنسيق المواقف والإجراءات المتخذة لوقف انتشار هذا الوباء في أوروبا، ومن المنتظر أن تطلب فرنسا من الاتحاد إصدار أمر بوقف الرحلات الجوية من المكسيك، مصدر المرض؛ في محاولة للحد من إمكانية انتشاره.
"ابقوا في منازلكم"
وكان الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون حث المكسيكيين اليوم على أن يبقوا في منازلهم مع عائلاتهم خلال إغلاق جزئي للاقتصاد من الأول إلى الخامس من مايو؛ وذلك بهدف إبطاء انتشار إنفلونزا الخنازير القاتل.
ووجه كالديرون هذا النداء في أول كلمة تلفزيونية له إلى الشعب المكسيكي منذ تفشي الإنفلونزا الأسبوع الماضي، وستوقف المكسيك الأعمال والخدمات غير الأساسية ومنها بعض الوزارات والشركات الخاصة لمدة خمسة أيام من يوم الجمعة أول مايو.
وفي إطار المحاولات الأولية لمواجهة المرض، اتخذت عدة دول إجراءات احترازية في مقدمتها الأرجنتين التي أوقفت الرحلات الجوية من المكسيك لتصبح ثاني دولة تقيد السفر لمنع تفشي الفيروس القاتل، بعد كوبا التي أوقفت الرحلات من المكسيك لمدة 48 ساعة، ولم تعلن الأرجنتين عن أي حالات إصابة مؤكدة بإنفلونزا الخنازير.
ويسعى وزراء الصحة بدول الاتحاد إلى إعادة تسمية المرض، وتشير له المفوضية الأوروبية بنوع جديد من "الإنفلونزا" بدل كلمة الخنازير؛ لتجنب تعريض تجارة لحوم الخنازير إلى خسائر اقتصادية بسبب احتمالات العزوف عن استهلاكها، إلا أن بعض بلدان الاتحاد تميل إلى تسميته "الإنفلونزا المكسيكية".