السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً بكم يا أحبائى فى الله
تعالوا بنا نكمل بعض صور من حياة الزهراء رضى الله عنها وارضاها
قبل بعثة أبيها صلى الله علية وسلم كانت ارض الجزيرة تموج فى الكفر موجاً وكانت فاطمة – رضى الله عنها – ترى ما كان الناس يفعلونه من عبادة الأصنام وغير ذلك من الجاهلية لكنها فى الوقت ذاته كانت ترى أباها صلى الله علية وسلم لم يسجد لصنم قط ولم يشرب خمراً قط فكانت تتعايش بقلبها فى معين الفضائل والأخلاقيات العذبة الرقراقة التى كانت تنساب من أبيها وأمها .
ولما اذن الله جل وعلا بأن تشرق شمس الهداية على ارض الجزيرة وأرسل جبريل – عليه السلام – إلى الحبيب صلى الله علية وسلم بالقرآن الذى فيه سعادة البشرية جمعاء وكانت أمها خديجة – رضى الله عنها - أول من أسلمت . وأسلمت فاطمة واخواتها – رضى الله عنهن – فكان لهن السبق إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله علية وسلم .
قال ابن اسحاق يصف وقت إن كانت الدعوة على الإسلام فى مهدها : إن قريشاً اشتد أمرهم للشقاء الذى أصابهم فى عداوة رسول الله صلى الله علية وسلم ومن أسلم معه منهم ، فأغروا برسول الله صلى الله علية وسلم سفهاءهم فكذبوه وأذوه ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون ، والرسول صلى الله علية وسلم يظهر أمر الله لا يستخفى به يظهر لهم ما يكرهون من عيوب دينهم وقد تعرض النبي صلى الله علية وسلم لكثير الكثير من أذى قريش .
وها هو نص حديث رائع أسوقه لكل مغالى فى الدين منكراً لفضل أبو بكر الصديق رضى الله عنه
عن على بن ابى طالب رضى الله عنه قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله علية وسلم وأخذته قريش ، فذا يجبأه [ أى يفاجئه ويباغته ] وهذا يتلته [ أى يحركة ويزعزعة من مكانه ] وهم يقولون : أنت الذى جعلت الآله إلهاً واحداً ؟ قال فوالله مادنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويجبأ هذا ويتلتل هذا وهو يقول : ويلكم " اتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " [ غافر 28 ] ثم رفع على -رضى الله عنه - بردة كانت عليه فبكى حتى اخضلت لحيته ثم قال : انشدكم الله أمؤمن آل فرعون خيرٌ أم أبو بكر ؟؟ فسكت القوم . فقال : ألا تجيبونى ؟؟
فو الله لساعة من أبى بكر خير من الف ساعة من مثل مؤمن آل فرعون ، ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه . [البخارى 3856]
لاحظوا هذا الحديث الشريف جيداً .
هو يروى قصة حدث بطولي لأبى بكر رضوان الله عليه الذى رفض أن يتعامل كفارقريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة غير لائقة أو سخيفة فتدخل لنهو الأمر وحده ولم يجروء أحد آخر على التدخل من شدة الخوف من غلظة قلوب كفار قريش ولضعف المسلمين وقتها .
وكان تدخل أبو بكر الصديق تدخلاً فاعلاً مؤثراً إيجابياًَ فهو لم يدخل ليستسمحهم أن يتركوا الرسول صلى الله علية وسلم وشأنه لأن له رحماً مثلاً أو لأنه فرد واحد ضد مجموعه.
أبداً لم يحدث هذا من الصديق رضوان الله عليه بل هو يتدخل وأنا اتصوره يدفع القوم يزيح هذا ويسكت ذلك بكل القوة والشجاعة [ رغم كون أبو بكر رضى الله عنه ضئيل الجسم ] ولكنها قوة الحق وشجاعة الواثقين فى الله عز وجل .
ياله من رجل عرف الحق فأحبه فالتزمه ودافع عنه بكل الحب وبكل ما يملك .
ياله من رجل لا يخشى فى الله لومة لائم رضى الله عن أبى بكر رضى الله عنه .
وبعد هذا المشهد الرائع العجيب المؤثر
هاهو رسول الله صلى الله علية وسلم وحبيب القلب والفؤاد يوضح مكانه أبو بكر الصديق ويقارن هذا الموقف بموقف مؤمن آل فرعون ولكنه صلى الله علية وسلم يخبرنا أن منزلة أبى بكر اعلى بكثير جداً جداً جداً من منزلة مؤمن آل فرعون لأن مؤمن آل فرعون أخفى إيمانه أما أبو بكر رضى الله عنه قد أعلن هذا الإيمان .
هل هناك تكرم أو أوسمة أو نياشين أعلى أو أكرم من شهادة الصادق المصدوق فى حق أبو بكر رضى الله عنه ؟؟
ومن الذى يروى الحديث ؟؟
إنه على بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه
إن الحدث عبارة عن موقف بطولى فعلاً و مع هذا الذى يرويه هو سيدنا على رضى الله عنه
وها هو مجتمع الصحابة الراقى لا غل فيه ولا حسد ولا ضغائن ولا كراهية ولا أحقاد
و تعالوا يا من تتشدقون بالتقرب إلى الله بحب أمير المؤمنين على بن ابى طالب لتعرفوا أولاً كيف كانت أخلاق على -رضى الله عنه-و كيف كان حلمه وشهادته بالحق دوماً .
تعالوا نعرف كم أحب على رضى الله عنه صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم و هو كان واحدا منهم .
تعالوا نعرف كيف كان إخلاص سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه لله عز وجل .
هو كان يشهد بالحق لا يعرف تزوير التاريخ .
وأنا فعلاً أدعو الجميع لأن نتعامل مع الإسلام على إنه دين الإستسلام لرب العالمين وحده لا شريك له .
تعالوا نعرف الإسلام على حقيقته السمحة كما أنزله الله تعالى على قلب حبيبنا صلى الله علية وسلم وفهمه منه الصحابة ذلك الجيل الطاهر المبارك الذى اختاره الله عز وجل أن يحمل هم الدعوة للإسلام والإسلام فى مهده الأول .
لا نريد غلواً ولا نريد حقداً ولا نريد مزايدة فى الدين .
أرى أنى قد أطلت وأخاف عليكم من الملل لهذا سأتوقف الآن .
استودعكم الله الذى لا تضيع عنده الودائع وأحبكم فى الله كثيراً وأتمنى لكم كل خير